إِذَا مَا أَرْسَلَ الْمَرْءُ دَمْعَهُ
ثُمَّ وَجَدَ مَنْ تَسْكِنُهُ حُضْنَهَا
تُكَفْكِفُ دَمْعَتَهْ
تُلَاطِفُ وَجْنَتَهْ
تُهَدْهِدُ شَهْقَتَهْ
فَحِينَئِذٍ تَتَبَدَّلُ حَالُهُ
يَصِيرُ
الْجُوعُ شَبَعاً
وَالْحُزْنُ فَرَحاً
وَالْأَلَمُ أَمَلاً
لَكِنْ
إِذَا مَا انْحَبَسَ الدَّمْعُ فِي عَيْنَيْهِ
يُغَالِبُهُ بَيْنَ إِقْبَالٍ وَإِدْبَارْ
ثُمَّ يَتَلَفَّتُ عَنْ يَمِينٍ وَعَنْ شِمَالْ
فَلَا يَجِدُ
هَمْساً نَادِياً يُحَاكِيهْ
وَلَا قَلْباً حَانِياً يُوَاسِيهْ
وَلَا حُضْناً دَافِئاً يُدَاوِيهْ
فَحِينَئِذٍ
تَفِزُّ الْآهُ مِنْ بَوَاكِيهْ
وَيَدُبُّ الْوَخْزُ فِي نَوَاحِيهْ
وَتَفِرُّ الرُّوحُ مِنْ مَآقِيهْ
ثُمَّ مَعَ الرَّمَقِ الْأَخِيرِ
تُدَوِّي صَرْخَةُ النَّحِيبِ
تُرْبِكُ النَّبْضَ
تَنْزِعُ الْأَنْفَاسَ
تُسْكِتُ الْأَنِينْ
ثُمَّ بِلَا وَدَاعٍ
تُرْسِلُ لِلْأَكْوَانِ آهَةً
تُوخِزُ الْأَيَّامَ بِأَوْجَاعِ الرَّحِيلْ
وَتَبْقَى حَبَّةُ الْعَيْنِ تَائِهَةً بَيْنَ الدُّمُوعِ
دُمْعُ فَقْدٍ لَنْ يَعُودَ
وَدُمْعُ مَكْلُومٍ فَقَدَ الْوُعُودْ
** **
- عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
aaajoudeh@hotmail.com