فهد بن جليد
مائة وأربعة عشر ألف (114 ألف) تغريدة على تويتر نعت فنانة البوب الأمريكية الشهيرة مادونا، بدلاً من نجم كرة القدم الأرجنتيني الراحل ماردونا دون أن يتدخل تويتر ويصحح المعلومة التي تتعلق بشخصيتين عالميتين لهما شعبية كبرى، الشائعة ظهرت في أستراليا لتكبر وتنتشر نتيجة تشابه النطق والأحرف، الخبر أصبح ترنداً عالمياً لم يتوقف إلا بعد أن نشرت (مادونا) نفسها فيديو على حسابها بتويتر لأغنيتها الجديدة لطمأنة جمهورها، ديلي ميل البريطانية ومواقع إخبارية عالمية عديدة تابعت الترند الأسترالي باهتمام، فهو يثبت من جديد سهولة وسرعة انتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
هل كل من يتعاطى مع تويتر يعرف أنَّ ما يقرأ من أخبار ومعلومات لا يمكن تصديقها دون تثبت؟ الأخبار الكاذبة والمزيفة والمفبركة عمداً أو عن طريق الخطأ تملأ الفضاء، وهي تتكاثر بفعل التعاطي السلبي معها كحقائق أوحتى محاولة تصحيحها ما يزيد من انتشارها أكثر وأكثر، يكفي أثرها السيئ الذي تخلفه عند شريحة كبيرة من الجمهور، فرحيل ماردونا اللاعب وخسارته لا تقل أهمية وشأناً عن وفاة مادونا المغنية لو حدثت بالفعل، كل نجم له جمهوره ومتابعوه وشعبيته التي لا يجب استغلالها، لك أن تتخيل أنَّ عدداً من المغردين على تويتر تعاملوا مع الخبر (كحقيقة مُطلقة) وبدأوا في نشر مشاعرهم تجاه مادونا المغنية.
في هذه القصة يبرز سؤال حول موقف (تويتر) من نشر هذه الأخبار الكاذبة 114 ألف مرة، وهي تتعلق بنجوم عالميين دون أن يتدخل لوقفها أو يتخذ موقفاً أو يصدر تنبيها ما؟ الواضح أنَّ تويتر وغيره من برامج التواصل الاجتماعي يتعاملون بمزاجية أكثر، ومن مصلحتها كثرة التداول والنقاش حتى لو كانت الأخبار كاذبة، خلال أزمة كوفيد-19 طالت برامج التواصل الاجتماعي اتهامات عديدة من جهات طبية وبحثية حول عدم إزالة أخبار مغلوطة عن كورونا يمكن أن تتسبب بأضرار صحية، المسألة طال النقاش حولها، ما يهمنا هنا هو رد (تويتر) الذي قال «إنَّه لن يتخذ موقفاً ضد الأخبار والمعلومات الناقصة أو المتنازع عليها» على الأقل حدث هذا في كوفيد-19، ما يؤكد أنَّ برامج التواصل الاجتماعي -في المجمل- تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية بالفعل.
وعلى دروب الخير نلتقي.