د.نايف الحمد
في سابقة تاريخية لم تحدث في الكرة السعودية من قبل، واصل الموج الأزرق اكتساح البطولات عندما ضم مساء السبت الماضي بطولة كأس الملك لبطولتَي الأندية الآسيوية أبطال الدوري ودوري المحترفين السعودي.
*مسيرة مظفرة لفريق عظيم، حقق من خلالها أحلام وتطلعات جماهيره، وسجل نفسه بطلاً لأهم ثلاثة ألقاب في موسم واحد. فبرعاية كريمة، ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، رعى سمو أمير منطقة الرياض القمة الملتهبة بين الهلال والنصر التي حضرت فيها الإثارة والندية، وانتهت بثنائية زرقاء مقابل هدف.
*لم تكن ظروف المباراة طبيعية؛ إذ ألقت المباراة التي سبقت هذه المباراة بخمسة أيام بين الفريقين بظلالها؛ فعقدت الحسابات، وكانت لها تبعات.
*دخل الفريق النصراوي المباراة وهو يئن تحت وقع خسارته المباراة الدورية، ورمى مدربه ولاعبوه بكل ثقلهم للتعويض والظفر بالكأس الغالية، خاصة مع وضع الفريق المتأزم في جدول ترتيب الدوري.
*قدم الفريق النصراوي كل ما لديه، وبذل جهدًا كبيرًا، غير أنه اصطدم بعقبة كؤود، يصعب تجاوزها، تمثلت في فريق خبير، يعشق صعود المنصات، ويحفظ دروبها، وباتت المكان المناسب له.. فريق لا يتنازل عن الذهب عندما يراه يلمع.. فريق اكتسب من الثقة والهدوء ما جعل النهائيات تبدو مباريات عادية، لا يحتاج لكسبها إلى أكثر من ظهوره بوضعه الطبيعي، وبإمكاناته المعروفة.
*كان رجال الهلال في الموعد، واستطاعوا ترجمة عمل منظومة متكاملة، تعمل بانضباط وهدوء تام.. إدارة لم تخسر لقبًا واحدًا منذ استلامها باستثناء ما تعرض له الفريق من إبعاد من البطولة الآسيوية من جراء إصابة أغلب أفراده بفيروس كورونا.. فريق تم بناؤه عبر سنوات حتى بتنا أمام فريق (الأحلام)، لدرجة أن اللاعبين المحليين يوازون الأجانب، بل يتفوقون عليهم.
*لقد قدم الهلال نفسه خلال الفترة الماضية كفريق يمتلك هوية واضحة، لا مثيل لها في الكرة المحلية، وحتى على المستوى القاري.. وأصبحت الفرق تحسب له ألف حساب على طول القارة الآسيوية وعرضها.
*الجميع يتغنى ويبدي إعجابه بهذا الفريق وإدارته الفنية التي قادها الربان الماهر (رازفان) بحنكة واقتدار.. حتى أصبح يتنقل بين المنافسات، ويجندل الخصوم، ويصدر المتعة لعشاق الهلال ومتذوقي الفن والجمال.
*في الهلال لا صوت يعلو فوق صوت الهلال.. الجميع يعمل لخدمة هذا الكيان، إدارات تكمل عمل سابقاتها.. منظومة تعمل بتقاليد عريقة، لا يُسمح لأحد بكسرها، سواء كان لاعبًا أو غيره، وجماهير كبيرة تحرس هذه التقاليد، وتضمن عدم المساس بها في تناغم كبير، جعل من هذه الجماهير علامة فارقة في مسيرة نادي القرن الآسيوي.
*ألف مبروك لجماهير بطل نصف الأرض (الزعيم الهلالي). وما زال للمجد بقية.