د. سارة بنت عبدالعزيز الفيصل
لم يكن حضور المرأة خلال قمة العشرين حضورًا عاديًا، حيث أثبتت أنها شريك مهم في إنجاح أي عمل وطني، عبر الدعم الكبير واللامحدود من قبل القيادة الكريمة، ولكن كيف إذا كان هذا الإنجاز بحجم هذا النجاح الكبير لمجموعة العشرين التي استضافتها المملكة مؤخرًا، حيث يبرز ذلك في كلمة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي أكد أن رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين أولت اهتماماً خاصًا بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة، من خلال اجتماعات مجموعات العمل، والاجتماعات الوزارية المختلفة، ومن المؤكد أن ذلك لا يمكن أن يكون إلا بعد أن انطلقت المملكة في رحلة إصلاحية غير مسبوقة بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية.
لم يكن للمرأة أن تسجل مشاركتها المتميز في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها عاصمة العز الرياض لولا الدعم الكبير والمتواصل من قبل قيادة هذه البلاد المباركة، التي تمثلت في القرارات الجريئة والحاسمة التي غيرت واقع المرأة في المملكة؛ فهي تعيش عصرها الذهبي، ولعل المتأمل في الكلمة الضافية التي ألقاها مليكنا المفدى خلال افتتاح قمة العشرين، يدرك أن النساء مصدر التطور لأي مجتمع، فمن دون مشاركة فاعلة وحقيقية للمرأة يصعب تطوير المجتمعات، وقد سجل التاريخ للنساء السعوديات دورًا بارزًا وفعالاً في صنع القرار، يقول -حفظه الله-: «إن الهدف العام لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين هو (اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع)، حيث تركز الرئاسة في دورتها الحالية على ثلاثة محاور رئيسة وهي : تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الشعوب -وخاصة النساء والشباب- من العيش الكريم والعمل والازدهار، وهذا يعني توفير المزيد من الفرص للنساء.
لقد أولت المملكة العربية السعودية خلال رئاستها لقمة مجموعة العشرين اهتماماً خاصًا بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة وذلك من خلال اجتماعات مجموعات العمل، والاجتماعات الوزارية المختلفة، وهذا مما أكده خادم الحرمين الشريفين في كلمته من حرص المملكة على ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركة توصيات مجموعة تواصل المرأة 20 خلال تلك الاجتماعات.
إن مشاركة المرأة في صنع القرار ليس جديدا على النساء في الجزيرة العربية فالتاريخ يكشف عن حضورهن المؤثر، ومشاركتهن في صنع القرار، حيث حققت المرأة مهمات بطولية وملحمية، لتكون صاحبة قرار ورأي، ويترجم ذلك تلك القصص التي يزخر بها تاريخنا، مثل قصة: (غالية البقمية)، وغيرها من النساء اللاتي كان حضورهن مشرفًا، حيث وصف العثمانيون الغزاة غالية بعد هزيمتهم على يدها بالمرأة الساحرة! وكانت محل تأييد ودعم من مجتمعها، وربما تغيب مثل هذه الروايات عن المشهد العام خلال العقود الأخيرة التي سبقت الإصلاحات الكبرى على يد القائد الشاب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- والتي كانت في معظمها لصالح النساء، لقد أصبحنا الآن ندرس تاريخنا، ونعيد اكتشافه من جديد بعد سنوات من الغياب، ومع أن هذه النقلة تمت في السنوات القليلة الماضية! إلا أن أثراً سيبقى لأجيال المستقبل التي ستحكي عن حجم البناء والتغيير الإيجابي الذي قادته قيادة هذه البلاد بكل قوة وحزم واقتدار، فهل ندرك مستوى هذا التغيير الذي نقل بلادنا لتكون فوق هام السحاب على يد ملكنا المفدى، وولي عهده الأمين؟
لقد منحتنا قيادة هذا الوطن كافة الوسائل والسبل لكي نبدع في بناء هذا الوطن وصياغة مستقبله، ولم يبق عذر لمن أراد العمل والتطوير، فشمروا عن سواعدكم وتمثلوا كلمة قائد التغيير: «همة السعوديين مثل جبل طويق».
** **
- أكاديمية جامعة الإمام محمد بن سعود