فهد بن جليد
لن تنصت لنصيحة طبيب مُدخن حتى تتوقف عن التدخين؟ قبل نحو 5 سنوات كشفت (جمعية نقاء) المعنية بمكافحة التدخين عن نسبة مؤسفة جداً تقول بأنَّ 44 بالمائة من الأطباء الرجال العاملين في المملكة مدخنين, و17 بالمائة من الطبيبات النساء لدينا مدخنات, لا أعرف بعد كل هذه السنين هل تغيرت النسبة؟ وهل لدينا دراسة بحثية صادرة من جهة علمية حول هذه الأرقام؟ في كل الأحوال يكفي أن تشاهد أطباء وعاملين في الحقل الصحي يشعلون السجائر خارج أبواب المستشفيات حتى تتخيل حجم المشكلة وانعكاسها على الأشخاص غير المدخنين الذين قد يغريهم المنظر, هناك مثل بألف معنى تذكرته (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك استعجب).
التوقعات أن يبلغ عدد المدخنين في السعودية 10 ملايين مدخن عام 2020م بحسب دراسات منشورة, اليوم لا توجد إحصائية علمية وبحثية شافية وشاملة, ما نملكه توقعات أو دراسات محدودة وأرقام لجمعيات مكافحة التدخين آخر دراسة علمية نشرتها وزارة الصحة عام 2014م كانت النسبة فيها 12.1 بالمائة, نحن بحاجة إلى دراسة بحثية علمية محكمة ودقيقة تكون حديثة وشاملة على مستوى المملكة, أول خطوات حل أي مشكلة ووضع خطط علاج لها هو معرفة حجمها وتحديد أسبابها, لا يمكنك محاربة التبغ دون معرفة النسب الحقيقية للمدخنين, الأرقام تتغير صبيحة كل يوم بانضمام مدخنين جُدد, هل هذا دور وزارة الصحة؟ أم دور الجامعات والمراكز البحثية؟.
الدولة تكبدت خسائر مالية باهظة لمعالجة آثار التبغ وما زالت, الخسائر تجاوزت 10 مليار ريال قبل عقدين من الزمن -بحسب تقديرات مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث- وزارة الصحة يمكنها إعادة النظر في ملف قضية (شركات التبغ) وإبرازه للواجهة من جديد، للمطالبة بتعويضات جراء الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن علاج المدخنين، وتحمُّل الدولة لنفقاتهم، المتسبب معروف، فهل يمكن محاسبته؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.