فهد بن جليد
كل ما رأيت كبار السن يرتادون مراكز اللياقة البدنية والرياضية، شعرتُ بالارتياح فهذا القرار لا يمكن اتخاذه بسهولة نظراً لعدم قناعه كثيرين -بعد سن الأربعين- بجدوى تغيير أشكال أجسامهم أو تخفيف أوزانهم، وقبولهم بالأمر الواقع مع كثرة الانشغال والمهام والمسؤوليات الأسرية والعملية والحياتية وتوجه اهتمامهم نحو أمور أخرى، رغم الشعور بالأسى لفوات الفرصة مع إيمان الإنسان في هذه السن بأهمية وأثر الصحة والرشاقة والرياضة بعد اكتشاف مؤشرات الفوات، الصورة هنا يجب أن تمنح الشباب فرصة أكبر للاستفادة من تجربة هؤلاء والحفاظ على صحتهم مبكراً بالانخراط في التمارين الرياضية.
إنقاص الوزن بعد سن الأربعين بممارسة الرياضة ليس مستحيلاً خصوصاً للنساء، ولكنَّه تحد كبير يعكس قوة الإرادة والتشبث بالحياة للحصول على الرشاقة واللياقة المطلوبة، نمط الحياة الاجتماعية لدينا قد لا يساعد كثيراً للانتباه، جهات ومنابر قليلة تنبه لضرورة تغيير نمط الحياة بعد هذه السن، الغالب أنَّ (الأربعيني) في مجتمعنا يكمل نمط وسلوك حياته على ذات النهج السابق دون تغيير أو انتباه، فتجاهل ممارسة الرياضة وضرورة ذلك صحياً هو أسهل الطرق للاستسلام والإصابة بأمراض (السمنة والسكري) والنسب العالية بين المُصابين لمن تجاوزوا هذا السن دليل كاف، مفترق الطرق هذا لا يمكن الانتباه له دون دور حقيق للمحيطين، المحيطون عادة يحدثون التغيير الإيجابي ويعلقون الجرس وقد يساعدون على الذهاب للنادي أو حتى ممارسة رياضة المشي المنتظم والانتباه لنوع الأغذية، يزعجني كثيراً اللجوء للحلول السريعة وعمليات التكميم التي تجرى بصمت.
كل الدراسات والخبرات تؤكد أنَّ الحصول على جسم رشيق وصحي ليس قراراً (لحظياً)، النتائج السليمة تحتاج إلى وقت ومشوار وجهد من العمل الدؤوب والمبكر من أجل الصحة والرشاقة، انظر حولك كم شخصاً يمكنك تنبيه الآن لتغير أسلوب حياته قبل فوات الآوان؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.