بكري عساس
جاك ما (jack ma) رجل الأعمال الملياردير الصيني صاحب شركة (علي بابا)، والذي يعتبر من أثرياء العالم هذه الأيام، تقدر ثروته بأكثر من 40 مليار دولار.
من أشهر أقواله: «لو وضعت موزاً ونقوداً أمام القرود فإن القرود ستختار الموز، لأنهم لا يعرفون أن بالنقود تشتري موزاً أكثر...! ولو عملت نفس الشيء مع أغلب الناس وخيرتهم بين مشروع وبين (راتب شهري) في وظيفة لاختار الأغلبية الوظيفة الشهرية، لأنهم لا يعرفون أن المشاريع تجلب نقوداً أكثر من الراتب الشهري.
وزاد -والكلام لجاك ما- ومن الأشياء التي تجعل الناس فقراء هي أنهم لم يتعلموا أن يروا الفرص التي تأتي من المشاريع، لأنه طوال حياتهم وهم يتعلمون في المدارس أن العمل دائماً يكون من أجل الوظيفة الشهرية. صحيح أن الراتب الشهري يمنعك من الفقر لكنه يمنعك من الغنى أيضاً، ولم أر في حياتي شخصاً يعمل من 8 صباحاً إلى 3 مساءً أصبح غنياً إلا إذا كان فاسداً»، انتهى الاقتباس.
في الواقع، ما قاله (جاك ما) ليس بالمطلق صحيح، فالناس تختلف في ظروفها وقدراتها وأغلب الناس تخشى المخاطرة إلا النادر والنادر لا يحتمل التعميم. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية إننا مسلمون نؤمن إيماناً جازماً أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى في سورة الملك: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرضَ ذَلُولاً فَامْشوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رَّزْقِهِ وَإلَيْهِ النُّشُورُ». وبالتأكيد مع الأخذ بالأسباب المؤدية لذلك. ولاستمرارية الحياة فقد جعل الله سبحانه وتعالى، الناس بعضهم لبعض سخريا، بمعنى احتياج كل منهم للآخر، قال تعالى: «ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون».
لا زال في الذاكرة إبان تشرفي بقيادة جامعة أم القرى بفضل من الله سبحانه ثم بدعم منسوبيها الأفاضل حدث هو الآتي: «تقدم أحد الخريجين على وظيفة معيد انفاذاً لرغبة والديه واجتاز الاختبار واستحق التعيين ولكنه في داخله لم يكن يرغب، فلم يراجع لإكمال إجراءات التعيين واعتذر بحجة أنه راغب في العمل الحر. بعدها بسنوات قابلته صدفة، عرفني بنفسه وإذا به يملك سلسلة من المطاعم المشهورة». إنها ليست دعوة للشباب لعدم التقدم لشغل الوظائف الحكومية والخاصة، ولكنها دعوة لمن يجد في نفسه القدرة على خوض غمار العمل الحر بروح وثابة.
قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة».