حماد الثقفي
بخلل استراتيجي يتكرر سنوياً، بأعقد موضوع قد يراه من هو خارج قطاع الكهرباء أنه بسيط، دون أن يدري تبعاته الإدارية والتقنية والاقتصادية والقانونية، فكان لزاماً وقفة معها لتتحول في سلسلة مُستهدفات الرؤية، ومُستهدفات شركة الكهرباء، التي تمتلك حوالي 70% من قطاع التوليد، وتملك الدولة ما يزيد على 80% عبر ملكيتها المباشرة أو العملاقة أرامكو.. حيث جمعت شركة الكهرباء منذ تأسيسها عام 2000م أهم ثلاثة نشاطات رئيسة وهي: (التوليد والنقل والتوزيع)، والتي تم تصميم هيكل الشركة على أساسها آنذاك. لتفرض عليها منطلقات العالم والجائحة بأحداثها المتقلبة لإعادة هيكلتها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة القادمة ويحقق للوطن والمواطن الخدمة المطلوبة، والتي أخذها مُؤتمر الطاقة السعودي في الاعتبار عند انعقاده في أكتوبر 2017، ومناقشة التحديات، ولتُنشأ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عام 2001، نتج عنها إنشاء «الشركة الوطنية السعودية لنقل الكهرباء» عام 2012.
لقد جاء الوقت لضرورة إعادة هيكلة قطاع ضخم وحيوي ومُهم كقطاع الكهرباء، لكونه سيُسهم في تطوير الصناعة والتجمعات السكنية والتجارية بالمملكة، خاصة بعد أن أعلن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ضمه إلى وزارة الطاقة، بهدف بث الحياة فيه، لتكون خطوة تاريخية، وجه بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعدما لاحظ وجود خلل في تخطيط وإدارة قطاع الكهرباء، وتشكيل لجنة وزارية برئاسته تهتم بتطوير قطاع الكهرباء، فاتحاً به فصلاً جديداً للاستثمارات فيه، مع الاهتمام باحتياجات المُستهلك، وبما يُساهم في تحقيق رُؤية المملكة 2030، باستدامة ورفع كفاءة قطاع الكهرباء، وتعزيزه، بما يجعل جميع مشاريع الطاقة المُتجددة تنافسية، يمكن من خلالها تنظيم إيرادات الشركة وفق آلية جديدة للعمل بكفاءة عالية ورفع جودة الخدمة وتحقيق عائد موزون يحظى بدعم ومساندة ومتابعة مستمرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله-.. حيث سيوفر الغاز والمصادر المتجددة من 600 إلى 700 ألف برميل من السوائل المستخدمة في إنتاج الكهرباء. مما يجعل هناك عائدا موزونا لتكلفة الاستثمار (WACC) بمقدار 6 على أوجه النشاط، ليتم تغطية الفارق بين الإيرادات والدخل، من خلال حساب الموازنة.
لقد انعكست رؤية المملكة بالأرقام والإحصائيات التي أوردها ولي العهد حول ما تم إنجازه، على الحياة الوطنية وقدرة وثبات المملكة وسيرها على طريق تحقيق آمال وطموحات قيادتها وشعبها، فالطاقة جزء من هذه المسيرة التنموية، ولم تكن لتتحقق لولا توفيق الله، ثم وجود إرادة التغيير، وتحقيق مستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، وتحسين شبكات التوزيع وتحويلها إلى شبكات ذكية ورقمية، لتعزيز موثوقية الخدمة المقدمة للمستهلك، وتعزيز الاستدامة المالية والتشغيلية للشركة.