حمّاد بن حامد السالمي
وعلى ذمة وكالات الأنباء الدُّولية؛ فقد هلك في الدوحة عاصمة قطر الخليجية؛ زعيم القاعدة (أيمن الظواهري)، وهلك من قبله في طهران الصفوية - بعد عملية استخباراتية إسرائيلية ناجحة - المخطط العملياتي للقاعدة (أبو محمد المصري)، ولا بد أن قيادات القاعدة الأخرى في طهران اليوم وعلى رأسها (حمزة بن لادن)؛ ترتعد خوفًا مما تخبئه لها الأيام في إيران، التي جلبتهم إليها بعد حادث 11 سبتمبر المشئوم، فاستخدمتهم، ولم تستطع حمايتهم وهم على أرضها.
(هلك رأسا الإرهاب الظواهري وأبو محمد المصري، كما هلك من قبلهما أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وهلك أبو بكر البغدادي الذي قتله (ترامب) على حدود تركيا، وكما سوف يهلك من بعدهم كل إرهابي قاتل على وجه الأرض. هلكوا جميعًا ويهلكون، ولكن تظل هناك حقائق باقية من بعدهم لا تهلك مع الزمن، ومنها أن في وجود الظواهري في قطر، ووجود أبي محمد المصري في إيران، ومن قبلهما تحرك الزرقاوي والبغدادي وانطلاقهما من الحدود التركية لتدمير سورية والعراق؛ في كل ذلك؛ دلالة على أن هذه الدول الثلاث؛ ضالعة في الإرهاب بدعم وتشجيع منظماته، وتسهيل تحرك أدواته، ثم إيواء قياداته ورموزه وحمايتهم حتى هلاكهم. أي وقاحة هذه تمارسها قطر وإيران وتركيا؛ وهي تنبح علينا ليل نهار منددة بالإرهاب، ومزايدة على القريب والبعيد بمجابهته ومحاربته..؟ ها هم قادة الإرهاب يهلكون ويقتلون على أراضي هذه الدول الثلاث، في دلالة واضحة على التآمر مع المنظمات الإرهابية، والتعاون مع عناصر من القاعدة وطالبان وداعش والنصرة وغيرها، لتهديد أمن واستقرار الدول العربية في الجزيرة العربية والعراق والشام، ثم مصر وليبيا وغيرها.
(بعد خفوت نجم ابن لادن والقاعدة؛ ظهر تنظيم إرهابي سمّى نفسه: (الدولة الإسلامية للعراق والشام)، ولطبيعة هذا التنظيم الإرهابية؛ فقد رأت وسائل إعلامية كثيرة؛ خطأ.. بل خطيئة الإشارة إليه في نشراتها بهذا الاسم، الذي لا يشرف الإسلام، ولا ينصف المسلمين، فرأت الإشارة إليه بالحروف الأربعة الأولى منه فجاء هكذا: (داعش)، وجاء هذا الاختيار رمية من غير رام على ما يبدو، فالدّعش لا مكان له في قاموس العرب، ودعش فعل ثلاثي مستحدث إعلاميًا، وهو نشاز وشاذ وغريب مثل التنظيم ذاته، الذي يُستحى من وصفه بالدولة وبالإسلامية من بعد..! ومع ذلك؛ ظلت وسائل إعلام قطر مثل الجزيرة ومن تقطّر وتجزّر معها في إيران وتركيا والحوثة منذ ذلك الوقت؛ تسمي هذا التنظيم الإرهابي: (تنظيم الدولة الإسلامية)، إمعانًا في السخرية بالعرب والمسلمين، وتعبيرًا عن تأييدها ودعمها لما يقوم به من عمليات إرهابية ضد كل البشر، وكان الأجدر به أن يسمى: (تنظيم الدول الإرهابية.. قطر وإيران وتركيا)، لأنه يحقق أهدافها، ويخدم مصالحها، وينطلق من أراضيها، وتروِّج له قنواتها وتلفزاتها وصحافتها.
(منذ الأيام الأولى للمقبور أو المطمور ابن لادن وعملياته التي مهدت لتفجير نيويورك وما تلا ذلك؛ كانت قناة الجزيرة؛ هي المنبر الناطق باسم ابن لادن والقاعدة، وهي التي تبث بياناته وتفاصيل عملياته بشكل حصري، وهي التي تستضيف مؤيديه وحوارييه من الإخوان المفسدين، متحدثين عنه ومبجلين له ومطبلين لبطولاته الدموية، وإلى اليوم؛ والدوحة وطهران وأنقرة؛ هي الملاذ الآمن لهذه الشراذم من الإخوان الإرهابيين، الذين عاثوا في أرض الله فسادًا، حتى لم يبق شبر إلا وقد لوثوه وأفسدوه. قطر وإيران وتركيا.. الكل يستضيف عناصر الإخوان المفسدين، ويحميهم ويسهل تنقلاتهم، ويروِّج لأفكارهم، لأنهم الأصل والمنبع والرحم الذي أخرج القاعدة وداعش والنصرة وطالبان وحزب الله وغيرها، وما ظهر مؤخرًا من تنظيم أنشأه القرضاوي وبدأ بغزو تونس في أيامنا هذه اسمه: (اتحاد علماء المسلمين)..! وما سيأتي من تنظيمات إرهابية لا يتوقف أذاها على المجتمعات العربية في بلدانها؛ ولكنها سوف تلاحق العرب والمسلمين في مهاجرهم في أوروبا وأميركا واستراليا ونيوزيلندا، فتعكر عليهم صفو حياتهم في مجتمعاتهم الجديدة، وأوطانهم البديلة، وتقلب عليهم الطاولة كما فعلت معهم وهم في بلدانهم الأصل.
(أرأيتم كيف ينشأ التطرف، وكيف تسود كراهية الآخر، وكيف يستنبت الإرهاب في كنف جماعات من الخوارج أهل البدع والضلال..؟ ثم يأتي من يسيِّس هذه الظاهرة الشاذة، وخاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، من دوائر استخباراتية دُولية، ومن حكومات لدول لا بقاء لها إذا لم تشغل الداخل وتشغب الخارج؛ بتبني هذه الحركات، وركوب موجاتها، والدفع بها في مواجهة الخصوم.
(ظلّت حركة الإخوان المفسدين منذ تأسيسها سنة 1928م؛ وهي تفرخ القتلة والمجرمين والإرهابيين على شكل جماعات حتى يوم الناس هذا. آخر نسخ التفريخ؛ ما نعيشه اليوم ونصلى جحيمه زمن: (القاعدة وداعش والنصرة وطالبان وحزب الله واتحاد علماء المسلمين). يكفي هذه الجماعة سوءًا؛ أنها نشأت بعد زوال الدولة العثمانية بأربع سنوات فقط؛ وأن تأسيسها جاء بهدف إعادة خلافة العثمانيين إلى الديار العربية. كان حسن البنا ومن شارك معه في التأسيس؛ يحنون إلى أيامهم الخوالي مع أسيادهم الترك، فغاظهم سقوط الأسياد وزوال المصلحة من بعدهم.
(إن أكثر من انتقد جماعة الإخوان؛ وكشف عوارها؛ وفضح مقاصدها؛ هم أعضاؤها الكبار الذين انسلخوا منها مبكرًا، مثل الشيخ: (محمد الشعراوي) الذي قال: (الإخوان يكذبون كما يتنفسون)..! والشيخ (محمد الغزالي) الذي قال قولته المشهورة مبررًا تركه لجماعة الإخوان عام 1951م: (اكتشفت أن هدف الجماعة الوحيد هو: (قم لأقعد مكانك)..! وفي كتابه: (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث) قال: (عزّ علي أن تتجدّد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيُلعن أهل الإيمان، ويترك أهل الطغيان). وهناك كتب صدرت تفضح هذه الجماعة الإرهابية من أهمها كتاب: (سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين)، لقيادي سابق في الجماعة هو الدكتور (ثروت الخرباوي). الكتاب طبع مرات كثيرة، وبلغات عديدة، وفيه كشف غير مسبوق لمخازي الإخوان الإرهابيين المفسدين.