وَدِدتُ لو أنَّ للصُّبحِ النَّدِيِّ شَفَه
لمَياءَ تُفْشي شُجونَ العُمْرِ دونَ سَفَه
لَرُبَّما سَمِعَتْ ( لمَياءُ ) هَينَمَةً
غَيبِيَّةً مِنْ أقاصي الرُّوحِ مُخْتَطَفَه
هَلْ قُلتُ لمَياءَ ؟! خَوفي مِنْ عَواذِلِها
يَختارُ مِنْ سَلَّةِ الأسماءِ مَحْضَ صِفَه
هَلْ يَكذِبُ العِشقُ ؟! لِلعُشَّاقِ فَلسَفَةٌ
تُمازِجُ الرَّاحَ إخباتاً وَ لَيسَ تَفَه
ألَمْ تُراوِدْكَ في العُنقُودِ مَثْلَبَةٌ ؟!
بَلَى .. لأنَّ سِماتِ الحَقِّ مُخْتَلِفَه
وَ أنتِ كاللَّحنِ ! يَجتَازُ اللُّغاتِ إلى
أهزوجَةٍ مِنْ حُقُولِ الرَّيبِ مُقْتَطَفَه
بَينَ النَّقيضَين أوراقُ الهَوى وَ يَدي
تَمْتَدُّ نَحْوَ يَراعي الآنَ مُرْتَجِفَه
إذْ كَيفَ أحْشُرُ وَجهي في مَلامِحِهِ
والذَّاتُ في حَوزَةِ الأضدادِ مُعْتَكِفَه
والبَحْرُ رَحْبٌ بِما يَكْفِي لِراهِبَةٍ
مَكلُومَةٍ وَ عَفِيفٍ مُسْبِغٍ أسَفَه
وَاللَّيلُ ما لَسْتُ أرجو فِيه سانِحَةً
تَجُودُ أو طائِفاً مُسْتَشْرِفاً شَغَفَه
وَالشِّعْرُ ؟! حَتَّى دَبِيبُ الشِّعْرِ في أرَقي
يُفْضي إليَّ وَ لَكِنْ طافِحاً أنَفَه
كأنَّ قافِلَةَ الأقلامِ ما اجْتَرَحَتْ
عُرْفاً ولا أرهَقَ التَّرْحالُ مَنْ عَرَفَه
أسعى وغَرْغَرَةُ الأحبارِ تَحْمِلُني
إليكِ ذاكرةً مَجروحَةً خَرِفَه
أسعى وَأسْتَخْرِجُ الأسماءَ مِنْ غَبَشٍ
أو دَهشَةٍ بِسَديمِ الظَّنِّ مُلتَحِفَه
لِكُلِّ أنثى نِصابٌ سالَ تَورِيَةً
أو نَغْمَةً مِنْ هَديلٍ غَير مُعْتَسَفَه
(لِكُلِّ أنثى) ! فَهَلْ أدرَكْتِ مُعْتَزِلاً
خَلْفَ الحَيَاةِ يُقاسي طارِئاً نَسَفَه
لا تَسألي عَنْ حَفِيٍّ بِالجِراحِ أتَى
مَوَارِدَ الحَتْفِ يَوماً مُضْمِراً هَدَفَه
سَيَعْجَبُ النَّاسُ حَتْماً مِنْ مُساجَلَةٍ
وَقُبْلَةٍ تَبْلُغُ المَعنَى بِغَيرِ شَفَه
** **
- فهد أبو حميد