ضمت الحياة آخر ضماداتنا
سكّنت الجرح بكشفه
وهددت برقية الاضمار نزعة غضبه
احتلت مقدسات الروح, تلك التي تولد مع كل رضيع في المهد..
إنها الخامسة عشر بعد منتصف الضياع
فكبّر وسط الأذن اليمنى واتلُ ما جاء في نصوص الصبر
واعقد بكف طفلك تسع ضمادات
واترك العاشر على عتبات الثغر للغير ضمادا
ضمه للصدر تسع مرات ودعه يضم في العاشرة
أعطه لحافًا من هواء ليألفه
ثم اجعله يغضب, لا تحجب الغضب أنه لليّن القلب داء ودواء
واجلس بجانبه إلى أن يبكي
فالدمع سنة إن ضاع القلب بين الأضلع واختبئ
وتساقطه على المصاحف, سجود سهو
اتركه يبكي
واذهب إلى مقهاك على حدود المذكرات
واكتب إلى أن يختفي صدى اندلاع السنة وحرمتها
وعد وافتح بابك بأهدابك
فطفل ينام على الفؤاد, ينام على فؤادك
قبّله تاركاً الشريان يغطيه
استلقِ على غيمة الحياة
وانتظر السماء تدمع, فدمعها ليس كدمعك سنة
دمعها إحياء للدنيا
وإحياء لطفلك, فطفلك أنت
وعودة للحياة, فالحياة لك.
** **
- إيمان الحميّد