د.م.علي بن محمد القحطاني
الكمامة نعم الكمامة أثبتت أنها المقاوم الأشرس لفيروس كورونا ويضاف لذلك ترك مسافة وغسل اليدين كلها خطوات يسيرة وفي متناول الجميع فما الدافع وراء امتناع البعض عن التقيد بهذه الإجراءات الاحترازية السهلة وعظيمة الفائدة لكسر سلاسل عدوى كوفيد - 19 ، وأن نقلل من أثر الفيروس ونحمي أنظمتنا الصحية هل هو التراخي... الإهمال... أم السلبية وعدم القبول؟ أعتقد أنها مجتمعة أو أغلبها على أقل تقدير، ولكون الآثار المترتبة على هذه التصرفات جسيمة وعواقبها وخيمة ومتعدية تهدد حياة الآخرين وتمس المجتمع ككل وتنسف جهود الدولة وفريق مركز القيادة والسيطرة بل وجهد بقية أفراد المجتمع الملتزمين بهذه الإجراءات، وحتى مع ما نسمع ونقرأ عن اللقاحات ومنها ما أعلنت عنه شركتا «فايزر» و»بيونتيك»، والذي أظهر نتائج فعالة أثناء التجارب وتشير البيانات المبكرة إلى أن اللقاح يحمي ما يزيد على 90 في المئة من الأشخاص من الإصابة بأعراض كوفيد - 19 .
كما أن لقاح «سبوتنيك في» الروسي أظهر نسبة نجاح تصل إلى 92 في المئة حتى الآن، علماً بأنه لم يخضع لمراجعة من جانب محللين خارجيين، وكذلك من المقرر الإعلان في الأسابيع القليلة المقبلة عن نتائج تجارب عن لقاح تطوره شركة تصنيع الأدوية البريطانية «أسترا زينيكا» وعلماء في جامعة أكسفورد.
ومن المؤكد بأن (اللقاح) لن يكون الحل السحري الذي يجعل الفيروس يختفي في يوم وليلة أو في وقت قصير، فحتى عندما يتم إطلاق لقاح فيروس كورونا الذي تعكف شركة فايزر الأميركية على إنتاجه، سيدخل اللقاح مرحلة توزيع معقدة، قد ترفع ثمنه لدرجة أنه لن يكون إلا بمقدور الأثرياء الحصول عليه. وقد يتعذر توفيره في أغلب المناطق في الدولة الواحدة بل وفي دول كاملة فلن يكون توزيعه عادلاً وسيتعين على الشركات التي ستقوم بالتوزيع اتباع نظام معقد ومكلف لنقل اللقاح من مستودعات المطار إلى مركبات مبردة ثم إلى نقاط التلقيح في جميع أنحاء البلاد. وبعد وصول اللقاح إلى مراكز التطعيم، يجب إذابة اللقاحات من 70 درجة مئوية تحت الصفر، وحقنه في غضون خمسة أيام، وإلا سيواجه التلف، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية. وهكذا تتكرر هذه الخطوات عند نقل أي كميات أخرى من اللقاح، وهي عملية شاقة، وستكبد الشركات مصاريف كثيرة، مما سيجعل سعر اللقاح مرتفعاً. وهذا يعني أنه يتعين على البلدان بناء شبكات إنتاج وتخزين ونقل من أجل تأمين وصول اللقاح بطريقة آمنة إلى نقاط الاستهلاك النهائية.
ومع ما يتطلب بناء مثل هذه الشبكات من استثمار وتنسيق كبيرين، فإن اللقاح لن يتوفر إلا للدول الغنية التي تملك إمكانية إنشاء مثل هذه الشبكات.
ومن المرجح أن تؤدي تكلفة توزيع اللقاح إلى زيادة المخاوف الحالية من حصول الدول الأكثر ثراء عليه أولاً، على الرغم من الجهود التي تدعمها منظمة الصحة العالمية لتأمين اللقاح للدول الفقيرة.
وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أنه حتى بالنسبة للبلدان الغنية التي طلبت جرعات مسبقة من لقاح فايزر، بما في ذلك اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ستواجه عقبات كبيرة في تأمين نقله لأسباب لوجستية، مثل تعطل الشاحنات أو انقطاع التيار الكهربائي، أو مرض العمال القائمين على النقل. والأدهى والأمر. وينصب اهتمام المختصين في اللقاحات حول طرق توزيع لقاح شركتي «فايزر» و»بيونتيك» في حال الموافقة عليه، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. وفي انتظار أن يصل اللقاح الذي طال انتظاره إلى مراكز التطعيم، تبقى مسألة تخزينه أولوية بالنسبة للخبراء. وتشكل متطلبات تخزين اللقاح المعقدة وفائقة البرودة عقبة حتى أمام أكثر المستشفيات تطوراً على مستوى العالم، وقد يؤثر ذلك على وقت ومكان توفره، ولا سيما في المناطق الريفية أو البلدان الفقيرة.وتكمن المشكلة الرئيسية في أن اللقاح، يجب أن يظل عند 70 درجة مئوية تحت الصفر أو أقل. ويرى خبراء أن متطلبات التخزين البارد قد تعيق قدرة شركة «فايزر» على الوصول إلى أنظمة الرعاية الصحية الريفية، أو الدول الأقل ثراءً، والتي قد لا تمتلك الأموال اللازمة لوحدات التبريد.
إن سلسلة التبريد «ستكون أحد أكثر الجوانب صعوبة في تقديم هذا التطعيم». وهذا يمثل تحديًا كبيرًا في كل مكان، لأن المستشفيات حتى في المدن الكبيرة ليس لديها مرافق تخزين للقاح في درجة حرارة شديدة الانخفاض. وعلى سبيل المثال ذكر مستشفى «مايو كلينيك» في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، الذي يعد من أرقى المستشفيات في الولايات المتحدة، بل والعالم أنه لا يمتلك هذه القدرة حاليًا، و»هذه مشكلة لوجستية هائلة ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن على مستوى العالم».
وأشارت المتحدثة باسم «فايزر»، إلى أن الشركة تعمل عن كثب مع الحكومة الأميركية ومسؤولي الدولة بشأن كيفية شحن اللقاح من مراكز توزيعها في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا لجميع أنحاء العالم.
إذاً من المؤكد بأن (اللقاح) لن يكون الحل السحري الذي يجعل الفيروس يختفي في يوم وليلة أو في وقت قصير.
ورغم أن الأرقام في المملكة تبعث على التفاؤل، حيث أسهمت كفاءة منظومتنا الصحية ووعي وتعاون المجتمع في ارتفاع حالات الشفاء وانخفاض أعداد الإصابات، ولكنه تفاؤل حذر في ظل ما تشهده أغلب دول العالم من ارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات وسرعة وتيرة انتقالها وكذلك حصيلة الوفيات اليومية عالمياً هي الأعلى إطلاقاً منذ بدء انتشار الوباء، قالت جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تعتبر مرجعاً في إحصائيات وباء كوفيد - 19 إن هناك 11.617 شخصاً توفوا في آخر 24 ساعة في العالم، في أعلى حصيلة يومية منذ بدء انتشار الوباء. وأضاف المصدر أن عدد الإصابات في ارتفاع مستمر، حيث بلغ يوم أمس رقماً قياسياً جديداً وهو 666.000 إصابة.
كما سجلت الولايات المتحدة الأميركية 143.231 إصابة بفيروس كورونا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في رقم قياسي جديد. وفيما يحذر بعض الخبراء من أن شهر نوفمبر سيكون الأسوأ بالنسبة إلى الأميركيين، ما لم يتم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
مما يفرض علينا الاستمرار دون كلل أو ملل أو تهاون بالالتزام بالتدابير الاحترازية، ولكن من الملاحظ أننا ومنذ فترة ليست بالقصيرة وأعداد الإصابات تتناقص حتى وصل 400 اصابة تزيد أو تنقص بضع عشرات إصابة في اليوم على مستوى المملكة، وهذا جيد مقارنة بما كنا عليه في السابق، ولكن الملفت أننا ومنذ فترة ليست بالقصيرة تتراوح الأعداد عند هذه المعدلات دون أن تكسر حاجز 300 حالة يومياً فمتى نعود لسكة تناقص الأعداد لنصل إلى الحالة الصفرية بإذن الله.
فلابد من الشدة في فرض العقوبات والصرامة في تطبيقها، وأن يتم تحديد واضح للمخالفات وعقوباتها رادعة مثل إدخال الخدمة المجتمعية في مجال أعمال ومهام فرق إدارة الجائحة كعقوبة مقترنة بالغرامات المالية مع إيضاح ذلك بشعار معين ليكون فيها نوع من العيب والذي له مفعول السحر في ردع أغلب هؤلاء المستهترين على أن يسبق ذلك التأكيد على هذه المخالفات وتعريفها بدقة وتحديثها بحيث نحد من مساحة الاجتهاد في تطبيقها لدى الأفراد الميدانيين، فعلى سبيل المثال في الأماكن المحددة والمخصصة لممارسة المشي في الهواء الطلق هناك من يطبق الغرامة على من لا يلبس الكمامة أياً كان متحججاً بأن النظام حدد أماكن التجمعات العامة على الرغم من سيره وحيداً وباللبس المخصص للمشي، وآخرون لا يرون في ذلك ما يضير هذا بين أفراد الجهاز الواحد وفي بعض الأوقات يكون هناك مرشدون يتبعون وزارة الصحة بلباسهم الرسمي وبطاقاتهم التعريفية يوجهون المتريضين ومن ضمن إرشاداتهم عدم لبس الكمامة أثناء المشي ولكن حال الانتهاء من الحصة التدريبية استعمال معقم الأيدي وإعادة لبس الكمامة، وليكن شعارنا متماشياً مع شعار وزارة الصحة غسل اليدين باستمرار ونلبس كمامة ونترك مسافة ونتوكل على الله لننعم بفضله بالصحة والسلامة.
** **
- مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات