ميسون أبو بكر
لم يكن انعقاد قمة العشرين الافتراضية التي ضمتها الرياض حدثا عاديا في وجه الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم بسبب جائحة كورونا الذي تسببت بإلغاء الكثير من المؤتمرات والمهرجانات واللقاءات على مستوى عالمي، لكن المملكة المتفردة في التميز أبت إلا أن تكون قمة متميزة تشهد قرارات مهمة لنجدة العالم مما يمر به وتأجيل دفع الدول الفقيرة لديونها، حيث منذ بداية استلام المملكة مراسم القمة أول العام كانت هناك قرارات تبعها على أرض الواقع مساعي حثيثة لمواجهة أزمة كورونا صحيا واقتصاديا، وتبعتها المساعدات السعودية للشعوب المنكوبة بهذا المرض وقد بدأتها المملكة بنفسها حين أعلنت علاج المصابين بكوفيد 19 لمن هو على أرضها سواء من المواطنين أو المقيمين مجانا، ثم مؤخرا إعلان توفير الطعم مجانا للجميع.
التحدي في البداية كان كبيرا جدا لأن كورونا فرضت أن تكون القمة عن بعد وبعد أن كان الوضع مقلقا وحزينا للمنظمين الذين حضروا لقمة واقعية كرسوا لها الجهود والإمكانيات؛ انقلب الأمر لحدث أكثر إيجابية حيث حضر كل قادة دول العشرين فكان المشاركون عن بعد أكثر عددا، وقد دعت المملكة عشرة آلاف صحافي عالمي إلى عاصمة القمة -الرياض- حيث كانت زيارتهم فرصة سانحة للتعرف على المملكة الجديدة وإمكانات شبابها ومناطقها الرائعة ومدى التغيير الذي طرأ إنسانيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كل نواحي الحياة.
الشباب الذين شاركوا بمهارة وبشكل مكثف في مجموعة العشرين وفي نواحٍ متعددة أظهرت كفاءاتهم ومهاراتهم والفرص العظيمة التي منحت لهم ومكنتهم في مواقع متعددة؛ كانوا حدثا بارزا يشير للعالم أن هؤلاء هم من يشكل ثلثي المجتمع السعودي، إنهم بفعالية يضعون بصماتهم في قمة استثنائية، كان أحدهم هو مصمم لشعارها، محمد الحواس الذي استلهمه من أهم الحرف في وطنه -السدو- وكأنه يطلق رسالته للعالم «أهلا بكم في المملكة العربية السعودية» مكرما المرأة التي تقوم بشكل رئيسي في هذه الحرفة وتعيش اليوم عصرها الذهبي في ظل الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان.
كانت قمة افتراضية في سنة استثنائية.. لم تمر مرور الكرام بل بشهادة مراقبين كانت القمة الأكثر تأثيرا التي شاهدها العالم وترقب قراراتها التي تعتبر طوق نجاة في ظرفه الحالي.
الشعب السعودي الفخور بقيادته أطلق أماني الفرح وعبارات البهجة وقصائد خرجت من القلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي كبالونات ملونة وحمامات سلام اكتظت بها سماء الشبكة الافتراضية ليقول للعالم هنا المملكة وهذا قمتنا سلمان الذي يقود قمة القمم وهذا عراب رؤيتنا الأمير محمد ملهمنا الذي شغل العالم.