أ.د.عثمان بن صالح العامر
بنجاح عقدت واختتمت قمة مجموعة العشرين الافتراضية التاريخية الأولى، وقد شهد العالم لها بالتميز والاحترافية العالية، وأشاد بنتائجها الكل، ولا أدل على ذلك من تحقق الإجماع الدولي على جميع التوصيات التي صدرت من رؤساء الدول العشرين التي تقود العالم لمستقبل بشري أفضل.
وحق لنا في هذا البلد المبارك المعطاء ونحن نرى ونسمع ونتابع ما يحدث ويقال ويكتب عنا قيادة وشعباً، وزراء ومدراء أن نفخر ونفاخر ونعتز بانضوائنا وعيشنا تحت ظل قيادة استطاعت بحنكتها وحكمتها ودبلوماسيتها أن تجمع كلمة الشرق والغرب وتوحد آراءهم في قضايا اقتصادية وسياسية وصحية وبيئة وتنموية عالمية مفصلية هامة، وأن تقود العالم في قمة كونية افتراضية ناجحة بكل المقاييس، وأن تحظى مبادراتها النوعية بمباركة وتأييد كامل من قبل الأعضاء رؤساء الدول العظمى العشرين.
لقد أضحت بلادنا أنموذجاً يحتذى في التعامل مع الأزمات العالمية عموماً وعلى وجه أخص الإرهاب العالمي الذي أقض مضاجع الآمنين وأقلق الساسة والمفكرين والمصلحين، ومن بعده جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم أجمع فصار أهل الاختصاص يقرؤون ما سطرناه واقعاً معاشاً ويحاولون محاكاته للخروج من هذه الأزمة الحقيقية التي أثرت على مناحي الحياة المختلفة، وهذا ما عكسته قمة مجموعة العشرين بجلاء ووضوح. كما أن إدارة القمة تقنياً والقدرة على صد الهجمات الإلكترونية التي تجاوزت 2.6 مليون هجمة خلال أيام الانعقاد وبعقول وأيدي سعودية 100 % برهان جديد على سباقنا مع الزمن وصولاً للتميز العالمي الدائم في مضمار التقنية التي هي السلاح الأول في القرن الحادي والعشرين.
لقد أصبحت بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية -بكل مهارة واحترافية واقتدار- تقود هذا العالم ضمن منظومة الدول الكبرى، وتسجل موقفاً مشرفاً لكل عربي ومسلم فضلاً عن كونه سعودي، جزماً لن ينساه التاريخ، وستعجز الذاكرة العالمية أن تمحوه مهما كان حجم الكره والعداء إن وجد من دولة أو فصيل، وسر هذه النقلة النوعية الناجحة بامتياز توفيق الله عز وجل أولاً وقبل كل شيء، ثم القوة الحقيقة بدلالتها العامة الشاملة التي تتمتع بها بلادنا والتي استطاع قادتنا توظيفها التوظيف الأمثل لنلج عهداً جديداً ننافس فيه منافسة حقيقية في الوصول إلى القمة العالمية إدارياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً وتنموياً ونهضوياً، فلا حد لطموحنا وتطلعاتنا إلا عنان السماء، وثباتنا في معركة الوجود والفاعلية والتميز الكوني - الوطني ثبات جبل طويق، والمراهنة على إنسان هذا الوطن المبارك (الشباب والفتيات) هي سلاحنا الفعال في تحقيق رؤيتنا التواقة للمجد 2030 ، والمستقبل بإذن الله لنا ولأولادنا والأحفاد، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.