فهد العايد - بريدة:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بأن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- تفرد واشتهر بخصلة عظيمة وهي خصلة «استصلاح الرجال» واحتواء الرجال وتكريمهم وتحويلهم إلى أصدقاء بتوفيق الله ثم دهائه وبعد نظره لتحقيق وحدة القلوب وكسب مواقف الخصوم, مبيناً على مقولة سيدي الملك سلمان -حفظه الله- «كل من عارض الملك عبدالعزيز وبقي على قيد الحياة عاد ليصبح في صفه بعد أن رأى حسن خلقه وتعامله الصادق مع الجميع», يؤكد على أن الدولة اتخذت منهج قول الله تعالى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حسن التعامل ولمصلحة المجتمع والوطن.
وقال سموه: حري بنا أن نبرز بكل فخر ونتحدث أمام الجميع بجهود وبطولات موحد هذه البلاد المباركة وقيادتها -أعزها الله- وليس فقط باليوم الوطني بل نستمر نفتخر بهم ونعطيهم مايستحقون ونسلط الضوء على ماقدموه من بطولات وخصال فريدة مشرفة لتطلع الأجيال على ماقدمه المؤسس وجيل الرواد رحمهم الله تعالى.
وأشار سموه إلى أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- جعل من خصومه أصدقاء وأصبحوا من أخلص رجاله بل وصاهر أعداءه وكسب قلوبهم وقام بتوطين البادية على الهجر وكفل لهم مصادر معيشتهم وحفظ لشيوخ القبائل قيمتهم ومكانتهم تقديرا لمواقفهم واستمر هذا المنهج الحكيم والذي يهدف إلى الوحدة وتوحيد القلوب, موجهاً سموه جامعة القصيم بجمع ما تم طرحه في الجلسة وإصدار مؤلف يحمل اسم «سياسة الملك عبدالعزيز في استصلاح الرجال» مدعماً بالوثائق التاريخية والمواقف المشرفة لمؤسس هذا الكيان العظيم.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين مساء أمس الأول بقصر التوحيد في مدينة بريدة, بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأمنية, والمقامة بعنوان (الملك عبدالعزيز واستصلاح الرجال) تطرق من خلالها الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة الإمام الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد, على أن إمارة آل سعود ومنذ انطلاقتها عام 850هـ في الدرعية وقيام الدولة السعودية الأولى عام 1107هـ , والدولة السعودية الثانية عام 1240هـ , والحدث العظيم في استرداد الملك عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ , والعديد من الظروف المحلية والدولية التي جرت أوصلته -طيب الله ثراه- لأن يكون ذات صفات قيادية تميزت بالشجاعة والسخاء والعفو والنزاهة والعدل والوفاء وحسن التصرف والمثابرة وقوة العزيمة التي منحت الطاقة لأبناء الوطن وفهم السياسة الدولية والظروف المحلية.
وأشار الدكتور الحميد على أن قوة الذاكرة والملاحظة والفطنة والدهاء منحت الملك عبدالعزيز كريزما وهالة من النبل والحكمة والقدرة على الكتمان وحسن اختيار الرجال وحسن التعامل والاحتواء, مبيناً بأن كلمة «يا عصابة راسي» التي يذكرها -طيب الله ثراه- فعلت مفعولها في النخب والأهالي لدى أبناء هذه البلاد المباركة في شحذ الهمم وتوحيد القلوب لدى كل من يعمل بجد وإخلاص لهذا الوطن وأبنائه.
وتطرق بعد ذلك وكيل كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس الدكتور محمد بن عبدالرحمن السلامة إلى أن ما قدمه الملك عبدالعزيز من تحقيق وحدة وطنية ونبذ الفرقة واستتباب الأمن والاستقرار وزوال الظلم والخوف والاحقاد وانتشار العدل وتأليف قلوب الخصوم والأعداء وحفظ مكانتهم وإكرامهم تلخص في قدرته الفائقة في منهج استصلاح الرجال, وأن أدق التفاصيل التي قام بها في تعامله مع الخصوم وصفحه عنهم منح مزيداً من الثقة في إصدار العديد من القرارات النافعة, وتحول غالبية من عفا عنهم إلى رجال مخلصين له ولحكومته وقاموا بالعديد من المهام السياسية والعسكرية النافعة والخادمة للوطن, مبيناً على أن ما يمتلكه -طيب الله ثراه- من إنسانية وعبقرية في قدرته على تطبيق منهج «العفو عند المقدرة» جعل منه قائداً عبقرياً يزن الأمور بموازين دقيقة وجعلت من هذا النهج منطلقاً منه تجاه «استصلاح الرجال».
عقب ذلك شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم منهج الملك عبدالعزيز في استصلاح الرجال وعدد من الأمثلة والتعاملات والصفات القيادية له -طيب الله ثراه- والتي قادت إلى صناعة وكسب العديد من القيادات والقلوب التي ساهمت بعد ذلك في البناء والتنمية.