أمين البركاتي
بلاير انونز والمعروف باسم «ببجي» أو ساحات معارك بلير اناون هي لعبة اجتماعية صدرت في 23 مارس 2017 م ولقيت انتشاراً كبيراً في المجتمعات العربية وفضاء واسعاً من تخالط الحضارات والأديان مع تفارق الأعمار، بينما ساءت مؤشرات الخطر لدى بعض البلدان؛ ففي مارس 2019م تم حظر ببجي في ولاية غوجارات الهندية بعد أن قررت الحكومة المحلية أن اللعبة كانت مدمنة ومدمرة للغاية، تم حظر مماثل في نيبال والعراق في أبريل 2019م، مع ذكر الأسباب التي كانت ضارة للأطفال والمراهقين، في منتصف عام 2019م أصدرت الأردن ومقاطعة آتشيه الإندونيسية حظراً مماثلاً، أصدرت السلطات الهندية قراراً رسمياً بالسجن لكل من يلعب لعبة ببجي داخل الأراضي الهندية، وفي العراق صدق مجلس النواب العراقي بالاجماع على مقترح بحظر الألعاب الشهيرة ومن ضمنها لعبة ببجي في أبريل 2019م، مشيراً إلى تأثيرها السلبي على الشباب، كما أعلنت الأردن رسمياً مطلع يوليو 2019م حظر لعبة ببجي القتالية مستعينة بتقارير منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت بأن اللعبة لها تأثير سلبي كبير من أبرزها الادمان والعصبية والاستفزاز والعزلة الاجتماعية وتفكك الأسر، وهذا ما استدعى الهيئة لحظر التطبيق داخل الأردن.
وها نحن هنا الآن بالمملكة العربية السعودية التي تقدمت على أوائل الدول العربية والتي تطبق أعلى معايير الإنتاجية في تكوين ثبات المجتمع فكريا وعقائديا، بينما لازال الفضاء مفتوحا للأعداء للتربص بالشباب المراهقين ولزرع أفكار ظهرت نتائجها على أفراد الأسرة الصغيرة، فإن الحالات بمحاكم الأحوال الشخصية تشهد على نسب الطلاق وحالات العنف الأسري وتدني المستوى الدراسي يرجع أثره إلى تلك الألعاب ذات الفضاء المفتوح ليتلقى الضحية فكراً جديداً لم يسبق له ويقارن بين واقعه وواقع لم يعهده لينفجر بأثر تلك البرمجيات الفكرية فيكون الضحية الأبناء.
لقد أجمع علماء القانون والشريعة بأن أي مفسد أو سلوك يهدم قيما ومبادئ محرم نظاما وعليه فقد صدر نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية لتأثيره على اختراق الخصوصيات، وصدر نظام مكافحة الترويج والمؤثرات العقلية لاختراقه العقول، ولو ركزنا عليهما لوجدناهما قد اعتنيا اعتناءً تاماً في تسوية الانسان للحفاظ على مجتمع سليم قيّم.