شعُرتُ بالفخر حينما قرأت ما أبداه الأمير بندر بن سلطان: «اعتدنا أن نسمع هجومًا ضدنا من جميع المُرشحين للرئاسة الأمريكية، وما أن وصلوا للبيت الأبيض، يُسارعون بالاتصال والعمل معنا، لأنهم يعرفون من نكون!».
أنا السعودي، نهج رسمهُ ملوكنا الكرام كالملك فيصل -رحمة الله عليهم-: «نحن أصفى من العسل الصافي لمن أراد صداقتنا، ونحنُ السُم الزُعافي، لمن أراد أن يُعكر صفوفنا»، بلى، وصفان لا ثالث لهما صفاء العسل -بإذن الله وقدرته-، لمن حالفنا وشاركنا حياتنا، لكننا في الوقت ذاته سُم زعاف لمن سولت له نفسه أذيتنا، وقد ذاقتها دول وأشخاص منبوذون، فـ»لا ينسى أحد منكم هذا الإرث التاريخي، نحن لسنا حضارة هامشية ولا حضارة فرعية نحن أمّة ظلت لأكثر من 800 سنة تقود العالم في كل شيء» إنها كلمات سعودية لغازي القصيبي -رحمه الله-، لمكانة السعودية وقوتها الناعمة، التي مثلها العالم الأمريكي جوزيف ناي: «القدرة على التأثير والجذب والإغراء دون إكراه أو دون استخدام القوة كوسيلة للإقناع»، لتحقيق إنجازات على المستويات السياسية والعلاقات الدولية، عملت الدول على تبنيه بشكل لافت، جعل دولة بحجم المملكة تلعب دوراً بارزاً في تحقيق الإنجازات والفوز بالقوة الناعمة بشكل كبير، وخاصة أن السعودية على المستوى الاجتماعي تعد من الدول الأكثر تفاعلاً مع التقنيات الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحتل أرقاماً مُتقدمة بين دول العالم.
ويوماً بعد يوم تتأكد مكانة المملكة في صياغة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، السياسي والاقتصادي، حتى بات الأمر راسخاً لا حياد عنه، في المجتمع الدولي الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على اتخاذ قراراته المتعلقة بالإقليم كون المملكة ركناً أساسياً لأمنه واستقراره وازدهاره، من خلال توازن سياستها والنظرة بعيدة المدى والحكمة في اتخاذ القرارات، على صعيد الأحداث والمتغيرات التي تنعكس آثارها على العالم، والتي نراها على الجانب الأمريكي في كلمات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: «نحن مصممون على التأكد أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تبقى قوية حتى نتمكن من حماية أمريكا»، وأن «المملكة العربية السعودية شريك مهم للأمن القومي للولايات المتحدة»، فماذا لو رفعت أياديها؟!!، بالطبع ستحل اللعنات على كافة المستويات..
إذاً العالم لا غنى له عن الأدوار المهمة التي تضطلع بها المملكة، وما لأثرها في إحداث الفارق الإيجابي، وإلا ما حصلت على شهادة الثقة العالمية بقيادة G20 ، كونها ممثلاً للشرق الأوسط في المجموعة، ومؤشراً للمستثمرين الأجانب حول مستقبل الاقتصاد ومنحه مزيدًا من الثقة، بل وحصولها على أعلى نسب استطلاعات الرأي، فالشباب العرب في 17 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتبرون السعودية القوة الأكثر تأثيراً في المنطقة، حيث حلّت في صدارة الدول العربية خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة بـ70 في المائة عام 2016.
على مدار تاريخها ومنذ إعلان قيامها عام 1932، حكمت المملكة العربية السعودية عدة قواعد أساسية، سارت نهجاً حاكماً شعاره «أنا السعودي-افتخر»، مُنتمياً للإنسانية التي شاهدها العالم في مواقف المملكة وخير شاهد جائحة كورونا التي كشفت دولاً اعتدت بنفسها فسقط اقتصادها، بل قد أغناها- تلك الحقب- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بالمآثر الفياضة بالعطاءات، وبالوعي الثاقب، والرؤية الثاقبة البصيرة والإدارة الحكيمة للأمور، في أيام تشهد العديد من المتغيرات والتقلبات وصراعات واضطربات، ويبقى الأقوى دائماً، -سعودية- نسأل الله- عز وجل- أن يبارك ويسدد خطى ملكنا المُفدى وحكومتنا الرشيدة، وأن يُديم علينا وعلى وطننا الغالي الأمن والأمان والرخاء والازدهار، ويبقى القول الفصل، #الا_السعوديه_فهي_خط_احمر.