فهد عبدالله الغانم السبيعي
الصوت المرتفع والصياح الدائمان تصدران من إيران بلا شك وذلك بسبب الضربات التي تتلقاها عناصر تنتمي لها باستمرار، حيث أن ضربات الأمن السعودي المركزة على الإرهابيين ومكامن تواجدهم أوجعتها. لقد أفسد خبراء الأمن السعوديون الكثير من الطبخات التي تُعد في الداخل الإيراني عبر المعسكرات التي أقيمت من أجل تغذية الإرهاب ورعايته. فإيران ترسل إلى دول الجوار وخصوصاً المملكة كل شيء من الإرهابيين المسلحين بالأسلحة والمتفجرات وتمولهم تمويلاً سخياً، وهناك آخرون ممن يزرعون القنابل، وممن يطلقون الصواريخ الباليستية على المدنيين العزل. وهذا تصدير كامل للإرهاب من قبل الراعي الرسمي له في العالم.
المملكة هي قلب العالمين العربي والإسلامي وأي اعتداء عليها هو اعتداء على هذين العالمين التي لا تفرق بين مدنها وساكنيها فالجميع ينعم بأمن واستقرار وحياة كريمة وعيش رغيد واهتمام بالغ من قبل الحكومة الرشيدة - أعزها الله -. لذا المملكة لا تتهاون البتة في التعامل مع أمثال هؤلاء وقد حققت نجاحاً ساحقاً في سعيها الحثيث لاجتثاث آفة الإرهاب ومن ينتمون إليه.
ولم يساور القلق الجهات المختصة والمتمثلة في رئاسة أمن الدولة يوماً ما، بل مضت إلى السير قدماً نحو إحراز المزيد من النجاحات ضد الخلايا الإرهابية التي بدأت تنشط أو تلك التي تحاول القيام بذلك على استحياء للعزم والحزم الذي تبديه الجهات الأمنية بتوفيق من الله لاصطياد الإرهابيين واحداً تلو الآخر ومن ثم معرفة الجهة التي ينتمون إليها والتي تقف وراءهم.
ليس هذا فحسب، بل أن من يحملون أفكاراً متطرفة أو لهم انتماءات تكفيرية أو من يحرضون على زعزعة الاستقرار أو حتى من يبثون أخباراً مغرضة أو شائعات يراد منها خلق البلبلة والفوضى جميع هؤلاء لن يكونوا بعيدين عن ملاحقة الأجهزة الأمنية اليقظة من أجل وطن مستقر ومملكة آمنة.
ما يتم بثه من أخبار تبرز الإنجازات السعودية في مكافحة الإرهاب والتي يحيط بها تنسيقاً أمنياً واستخباراتياً بلا شك تقلق من ينتمون للتنظيمات الإرهابية وتصيبهم بخيبة الأمل واليأس.
ورغم أن تصاعد الأيديولوجية الدينية المتشددة خلال السنوات الماضية إلا أن هناك خليات محلية باعتقادي ليس لها صلة بذلك، وإنما هي تنفذ أيدوليجيات إيرانية خالصة يركز إحداها على زعزعة أمن واستقرار المملكة ويتشارك معها تنظيمات أخرى مدعومة من إيران مثل (حزب الله) بلبنان و(الحركات الشيعية المنتمية للحشد الشعبي) في العراق وبالطبع (جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن). وكل هذه الحركات والأحزاب تنفذ ما هو مطلوب منها في الدولة التي تتواجد بها، وكانت تحاول إيجاد ثغرات أمنية سابقاً في كل من الدول التالية (السعودية، العراق، البحرين، واليمن، ولبنان، وسوريا) لكي توجد لها بيئة خصبة لممارسة أعمالها الهدامة. هؤلاء اجتمعوا على أن خدمة إيران وتنفيذ مخططاتها الإرهابية يعتبر شرفاً لهم، لكن ممارساتهم تنوعت على أكثر من هدف سواء أكان طائفياً أو ضوء طابع سياسي أو حزبي.
دحر رجال الأمن السعوديون الإرهابيين وأفشلوا مخططاتهم، وأيقظوهم من سباتهم، وباتت (آلة الإرهاب الإيرانية) تتداعى ولم تحقق جزءًا من أهدافها وهي ضخ المزيد من العمليات الإرهابية في أجزاء من العالم والدول التي تدّعي احتلالها؟!!.
النجاح السعودي في مواجهة هذه الآفة، حتماً لم يكن على الداخل السعودي فقط، وإنما تعدى ذلك إلى المشاركة الدولية عبر التنسيق المتبادل استخباراتياً والمناهض لهذه الآفة مع الدول الكبرى، هذا التعاون أوتى بثماره فأصبحت المملكة حليفاً يعتمد عليه بذلك حيث تم إحباط الكثير من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها أو حتى الإعداد لها.
نوايا إيران غير الحسنة والعدوانية تجاه المملكة يقف خلفها أجندات واضحة ومنها: محاولة بث الفوضى الخلاقة في المملكة، وإشغالها في نفسها. والثاني: أن إيران تحاول مسابقة الزمن من أجل إعادة الحياة إلى ثلة من الإرهابيين التي تدعمهم تدريباً وتسليحاً ومالياً للعودة للقيام بعمليات إرهابية تذكرنا في الحقبة الماضية التي شهدت تنظيمات إرهابية مارست العنف والقتل بدم بارد، ساندتها إيران عبر إرهابييها في أكثر من مكان، في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن بل ووصلت إلى أبعد من ذلك إلى نيويورك وفي الأرجنتين في بيونس آيرس و.
الإرهاب المصدر للمملكة أهم أهدافه هو المساس بالأماكن الحيوية والمصالح الأجنبية وذلك من أجل التأثير على الأمن السعودي المتماسك والقوي بحمد الله وتوفيقه. لكن الطهاة الإيرانيين القائمين على آفة الإرهاب لم يبلوا بلاءاً حسناً بعد أن كشفت المملكة ورجال أمنها مؤامراتهم الدنيئة التي في الغالب تحاط بساتر ديني أو سياحي أو تجارة، وما كشفت عنه جائحة كورونا (كوفيد - 19) عن جزئية مهمة كان هدفها صحة المواطن السعودي وسلامته، عندما لم يخبر أحد المصابين بهذه الجائحة عن تواجده في إيران خلال الفترة الماضية وحاول أن يخفي ذلك ولكن دائماً ما تظهر الحقيقة كما هي وتُظهر ما وراء ذلك بكثير.
الحقيقة الدامغة أن إيران تريد ترسيخ وجودها في المنطقة عبر مثل هؤلاء المجرمين الذين ينتمون للخلايا الإرهابية وذلك للسير على خطى أمثالها بل وتعتبرها جزءًا منها، وأحياناً مثلاً أعلى لها لما تتمتع به من صفات دنيئة (تدمير، وقتل وترويع، وزعزعة للاستقرار، وأخيراً إحياء الطائفية الممقوتة التي تبث الكراهية بين الشعوب). لذا قوّض الأمن السعودي من قدراتها التدميرية وباتت هذه الخلايا تسقط سقوطاً ذريعاً وبعضها في مأزق وعلى حافة الهاوية.
أمن الوطن وقيادته خط أحمر لا يمكن لكائن من كان أن يتجاوزه أو حتى المساس به. ولقد لقي بيان رئاسة أمن الدولة الأخير حول الكشف عن خلية القطيف التي تدرب بعض من أفرادها العشرة في حضائن الحرس الثوري الإيراني الإرهابية ووجد في حوزتهم العديد من العبوات الناسفة، والمواد الكيميائية شديدة الانفجار مع صواعق للتفجير ومناظير متطورة من أجل عمليات الرصد والمراقبة لأماكن الاستهداف من الأماكن أو الأفراد من رجال الأمن أو الشخصيات المهمة أو المركبات والمنشآت الحيوية أو القيام بعمليات تجسس. هؤلاء اتخذوا بكل غباء (المزارع) وكراً لممارسة العنف والإعداد للعمليات الإرهابية فيها وللتضليل وإثارة الاضطرابات.
فالرياض التي تنجح في تفكيك الكثير من هذه الخلايا والقضاء عليها في مهدها والتي تركزت في أغلبها في المنطقة الشرقية من المملكة، وذلك بعد أن نالتهم ضربات الأمن القاصمة في عدة أماكن شهدت مواجهات عنيفة أثبت فيها رجل الأمن السعودي علو همته ودفاعه ببسالة عن دينه ووطنه وترابه الغالي.
هُزم الإرهاب والإرهابيون في كل مكان في المملكة، لقد أخرجهم الأمن من جحورهم التي يقبعون فيها، هؤلاء مجرمون خطرون جداً يحملون أفكاراً متطرفة وأرباب سوابق وتجار للمخدرات والسلاح وقاطعي طريق ومعطلين للحياة العامة ومروعين للآمنين من السكان والمقيمين وعابري السبيل، توجوا ذلك بالسير نحو الإرهاب وعملياته المدمرة بعد أن تدربوا في إيران المارقة. يدّعون الوطنية وهي عنهم بعيدة كل البعد، بل وليس لديهم انتماء للأرض التي احتضنتهم وترعرعوا فيها، هي درستهم وخرجتهم ووفرت لهم سبل العيش الكريم من سكن ووظائف مرموقة ومميزات متعددة. وهذه لا يحلمون فيها في إيران التي تواجه عجزاً سياسياً واقتصادياً، لكنهم يدينون بالولاء لها وبشدة. مسلكهم خسيس وهو ما تعبر عنه الكراهية والبغضاء التي يحملونها بقلوبهم للمملكة وما تخفي صدورهم أعظم.