«الجزيرة» - الاقتصاد:
أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بالإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها دول مجموعة العشرين للتخفيف من تأثير (كوفيد -19)، بما في ذلك الإجراءات المالية والنقدية، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات ساعدت في منع حالات الإفلاس الهائلة وأزمة أعمق.
وأعربت عن تهنئتها للمملكة العربية السعودية على رئاستها الناجحة لمجموعة العشرين خلال عام مليء بالتحديات التي لا مثيل لها، ومبدية تطلع الصندوق إلى قمة مجموعة العشرين العام المقبل برئاسة إيطاليا. جاء ذلك في بيان لمديرة صندوق النقد الدولي عقب اختتام أعمال الدورة الخامسة عشرة لدول مجموعة العشرين التي عُقدت بمدينة الرياض يومَي 21 و22. وأوضحت جورجيفا أن مبادرة تعليق خدمة الديون على وجه الخصوص أعطت العديد من البلدان الفقيرة «مساحة تنفس» مؤقتة، تشتد الحاجة إليها، مشيرة إلى أن الإطار المشترك لمعالجات الديون التي تتجاوز DSSI، الذي أقره قادة مجموعة العشرين في هذا الاجتماع، سيسمح للبلدان منخفضة الدخل التي لديها ديون لا يمكن تحملها بالتقدم بطلب للحصول على إعفاء دائم من الديون على أساس كل حالة على حدة، مع تكافؤ الفرص للدائنين.
وقالت: من الأهمية بمكان تفعيل هذا الإطار بسرعة وفاعلية، وللمُضي قُدمًا يجب علينا أيضًا مساعدة تلك البلدان التي لا يغطيها الإطار لمعالجة مواطن الضعف المتعلقة بالديون حتى تصبح اقتصاداتها أكثر مرونة.
وأعربت جورجيفا عن شكرها لمجموعة العشرين على دعمها لصندوق النقد الدولي الذي مكن الصندوق من تقديم أكثر من 100 مليار دولار أمريكي في شكل تمويل جديد إلى 82 دولة، وتخفيف خدمة الديون لأفقر أعضائه. مؤكدة أن العالم لم يخرج من الغابة بعد فيما يتعلق بهذه الأزمة. وأكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أن التعاون سيكون أكثر أهمية للمضي قدمًا على ثلاثة طرق ذات أولوية، أولها إنهاء الأزمة الصحية؛ إذ إنه مع ظهور اللقاحات في الأفق، ويجب أن نضمن وصولها إلى الجميع في كل مكان، وإذا فعلنا ذلك يمكن للصندوق أن يضيف ما يقرب من تسعة تريليونات دولار أمريكي إلى الدخل العالمي بحلول عام 2025. لا يمكن أن تكون هناك قيمة أفضل للمال أو للعالم.
وقالت: ومن طرق التعاون تعزيز الجسر الاقتصادي للانتعاش. ومن الضروري الحفاظ على دعم الشركات والعاملين حتى نخرج من الأزمة الصحية. ويجب ألا يكون هناك انسحاب مبكر؛ إذ إنه حان الوقت الآن للاستعداد لدفع الاستثمار في البنية التحتية الخضراء والرقمية المتزامنة لتنشيط النمو، والحد من الندوب، ومعالجة الأهداف المناخية.
وأضافت: إن من ضمن طرق التعاون بناء أسس اقتصاد عالمي أفضل للقرن الحادي والعشرين؛ إذ إن أكثر حالات عدم اليقين التي تواجهنا اليوم هي كيف يمكن استخدام زخم الاضطراب الناجم عن هذه الأزمة لبناء اقتصاد أفضل للجميع. مشيرة إلى تنشيط النظام التجاري الدولي، وتعزيز نظام دولي للضرائب؛ إذ يدفع كل فرد نصيبه العادل، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد المناخ الجديد الذي تعتمد عليه صحة أطفالنا وازدهارهم. ويجب ألا ننسى العالم ما بعد مجموعة العشرين؛ إذ إن أفقر البلدان هي الأقل استعدادًا لتحمل الصدمات. مؤكدة أن صندوق النقد الدولي سيواصل الاعتماد على دعم مجموعة العشرين للحصول على جميع الموارد اللازمة لخدمة البلدان الأعضاء على أفضل وجه، خاصة أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.