رجاء العتيبي
شاهد العالم مستهل هذا الأسبوع كيف أدارت السعودية قمة G20 بامتياز باعتبارها رئيسة مجموعة العشرين للعام 2020م، رغم كل الظروف المحيطة بهذه المناسبة، وأشار إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حينما أكد أن العالم اتحد في وجه الوباء الذي اجتاح العالم كل هذه الشهور ما يعني أن باستطاعته أن يتّحد أمام أي قضية أخرى تمثل قلقا عالميا.
من الرياض وعبر الاتصال المرئي عن بعد، كان قادة العالم حاضرين، والآخرون في كل بقعة من الكرة الأرضية يشاهدون الحدث، يشاهدون عبر السعودية فن إدارة الكوكب بلغة الحب والسلام والتعاون، بلغة الشراكات الاقتصادية، والارتقاء بالدول الفقيرة، وتوزيع لقاح كورونا على كل سكان الأرض بالعدل، ومشروعات حلول لقضايا المناخ والمياه والطاقة والإرهاب وتمكين الإنسان والصحة والاقتصاد الرقمي، وحماية الموارد العالمية، وإتاحة الفرصة للجميع لاغتنام فرص اقتصاديات القرن الحادي والعشرين، وسن قوانين تحد من الحروب في كل القارات.
من الرياض انطلقت مشروعات بناء تحقق آمال شعوب الأرض وسط تأييد قادة الدول الأعضاء، وممثلي القارات الخمس، لأن السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي وموقعها الجغرافي واحتضانها للحرمين الشريفين، ووجود رجال ونساء على مستوى المهمات، يمكّنها كل ذلك من النجاح وإدارة الحدث وفق التطلعات، بتعاون الدول والمنظمات المعنية المحلية والقارية.
وفرت السعودية بيئة حيوية لأنشطة المجموعة من خلال اللقاءات والندوات والاجتماعات والخدمات اللوجستية المتقدمة والتعامل مع كل ذلك بأحدث ما توصلت إليه التقنية، ومن خلال عقول سعودية بارعة، رجال ونساء، شباب وشابات، ما يعطي لهذا الجيل تجربة نادرة لا تحصل إلا مرة واحدة في العام ولدى الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي.
في كل مرة نثبت أننا دعاة سلام، دعاة محبة، دعاة تعاون، ولو لم يعرف العالم هذا لما حضروا القمة، يعرفون أن السعودية تمثل أهم شريك عالمي، وأهم قوة اقتصادية، وأهم مؤثر في الطاقة، ودولة بهذا الحجم لن تتعامل مع العالم إلا بما يليق بمكانتها.
والدولة التي تبني وطنها وترفع من شأن شعبها وتملك رؤية تطويرية، لا يمكن إلا أن تكون شريكاً عالمياً موثوقاً به، فمن يبني الداخل المحلي، بالتأكيد أنه يملك القدرة والعزم لبناء الخارج، إنها رؤية متسقة ما بين الوطن والعالم المحيط به، لهذا ما أجمل أن تعيش في وطن كالسعودية متصالح مع نفسه ومتصالح مع العالم، وهذا حلم كل إنسان جرب أن يعيش في دولة (خَرِبة) أفرطت في الخراب، فلا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت.