عبدالله الهاجري - «الجزيرة»:
شعور بالفخر، لقد تمكنا من إلهام الجميع، العالم يتفق، وقليلا ما يتفق، لقد نجحت المملكة العربية السعودية برئاسة واحدة من أصعب قمم مجموعة العشرين G20، الظروف صعبة، كورونا أثر على الإنسان والأقتصاد وعلى الدول، لم يعلم العالم أن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ستجعل الصعب سهلا، كان خلفهم سعوديون وسعوديات يعملون خلال العالم لقيادة العالم. كان المشهد العام في المؤتمر الصحفي الختامي لرئاسة القمة، وفي المركز الإعلامي للقمة، وكذلك في وسائل الإعلام العالمية، تؤكد النجاح «المتوقع» والريادة السعودية في رئاسة مجموعة العشرين، حيث أكد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين حظي بتوافق جميع قادة الدول أعضاء المجموعة، الأمر الذي توّج رئاسة المملكة والمبادرات المطروحة من خلالها بالنجاح المطلق. وأوضح معاليه أن رئاسة المملكة لقمة (G20)، ركزت على اغتنام فرص القرن الـ 21 للجميع دون استثناء، منوهاً بالمبادرة التي شددت عليها المجموعة واتفقت معها، ذات العلاقة بضرورة مساعدة الدول النامية، وتقديم الدعم للدولة الفقيرة، عدّها من أهم مخرجات القمة، خصوصاً فيما يتعلق بتعليق سداد الديون لستة أشهر وتمديدها ستة أشهر أخرى. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي لرئاسة المملكة للدورة الـ 15 لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين (G20)، الذي عقده معالي وزير المالية، ومعالي الشيربا السعودي للمجموعة الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، أمس في الرياض، عقب انتهاء أعمال القمة، حيث سلّطا الضوء على بيان الرياض والمبادرات التي نالت توافق الدول الأعضاء، ولاسيما الجديدة من تلك المبادرات خلال اجتماعات القادة التي استمرت يومين، في العاصمة الرياض. ولفت معالي وزير المالية الانتباه إلى أجندة المملكة الطموحة جداً، التي بادرت بها في بداية العام، والأجندة الأخرى التي أضيفت بعد الأضرار الكبيرة التي صاحبت جائحة «كورونا»، وتضمنت مبادرات لدعم الاقتصادات العالمية، بهدف المحافظة على صحة الناس وعلى سبل معيشتهم، ليس لشعوب الدول أعضاء المجموعة فحسب، بل جميع شعوب العالم، وهي المبادرة التي حظيت بتوافق تام من جميع قادة الدول الأعضاء، مؤكداً أن رئاسة المملكة لهذه القمة شهدت تعاوناً منقطع النظير من دول المجموعة وتحديداً من مجموعات التواصل، وهذادعاة للفخر، إذْ حدث هذا خلال رئاسة المملكة لهذه الدورة، ولاسيما في ظل الظروف الراهنة، التي كانت تحدياً بحد ذاتها. وبيّن معاليه أن دعم الدول الفقيرة، جاء بالتنسيق مع البنك الدولي، الذي قدم مقترحاتٍ وحلولا عن آليات المساعدة الممكنة لهذه الدول، مؤكداً أن أهم هذه المقترحات الذي تبنته المملكة بحكم رئاستها قمة (G20)، يعنى بتعليق سداد الديون الذي اتفقت عليه الدول أعضاء المجموعة، واستفادت منه 33 دولة، إذ خصصت خمسة مليارات دولار لهذا الغرض، وهذا سينعكس إيجابياً على اقتصاديات الدول المستفيدة وتحسين الرعاية الصحية لديها، ما يزيد من فرص التنمية التي ستعود بالأثر الإيجابي على كثير من شعوب العالم، ولعل جمهورية أنغولا إحدى الدول المستفيدة من تعليق الديون، بحسب البنك الدولي. وأشار الوزير الجدعان إلى اجتماعات وزراء التجارة ووزراء المالية للدول أعضاء المجموعة، مبيناً أنهم كانوا يجتمعون مرة واحدة في دورات سابقة، في حين كانت هناك اجتماعات عديدة في هذه الدورة، إذ اجتمع وزراء المالية ست مرات، فيما وزراء التجارة اجتمعوا ثلاث مرات، مرجعاً ذلك لحرص أعضاء المجموعة على تحقيق أكبر قدر من الإفادة لجميع شعوب العالم، ولاسيما في ظل جائحة «كورونا» التي طالت آثارها السلبية اقتصاديات جميع دول العالم وكثيرا من الشؤون غير الاقتصادية، مؤكداً أن هذه الاجتماعات كانت مثمرة وأسهمت في الخروج بمبادرات تَوَافَقَ عليها جميع قادة دول المجموعة، الأمر الذي باتت فيه (G20) قائدة العالم في الحرب على هذه الجائحة ومكافحتها، والبحث عن أفضل السبل لحماية كوكب الأرض ومن يعيش عليه. وأكد أن هدف المجموعة يتمثل في شمولية الجميع لحياة أفضل، لذا كان سوق العمل والوظائف ضمن أولويات المجموعة واهتماماتها ولاسيما في البلدان محدودة الدخل، مشيراً إلى أن الإمكانات كانت على قدر التحدي ومبادرات التعددية باتت هدفا للجميع لتعافي دول العالم كافة. وأفاد أن وزراء مجموعة العشرين صادقوا على أهمية العمل مع منظمة التجارة العالمية لفتح الحدود بما يعطى حمايات معقولة ومحدودة بين دول المنظمة، مبيناً أن تمكين المجتمعات أمر بالغ الأهمية لتحقيق نمو مستدام وعادل وهو الهدف المنشود لدى قادة قمة مجموعة العشرين. وأكد أهمية التجارة والرقمنة والذكاء الاصطناعي بوصفها عناصر للنمو، مع عدم إغفال الجوانب السلبية لما ستسببه في الوظائف وسوق العمل في المجتمعات ذات امهارات المحدودة. وأوضح وزير المالية، أن مجموعة العشرين حرصت من خلال مبادراتها على توفير اللقاحات الكافية للجميع وإيجاد موارد إضافية أخرى لتوفير كمية أكبر والتأكد من حصول جميع الدول عليه، حيث ندعم هذه الجهود من خلال بنك التنمية للمنظمة الدولية والمنظمات الأخرى التي تقدم الدعم للتأكد من توفير اللقاح. وأبان معاليه أن مجموعة العشرين تعاملت مع التغيير المناخي بشكل جاد، كما أن المملكة قامت بدعم المبادرات المتعلقة بالاقتصاد الكربوني، وستستمر في ذلك، إلى جانب دعم العديد من الجهود ضمن هذا الخليط من الطاقة المحايدة كربونياً من خلال استخدام الكربون وإعادة تصنيعه لإيجاد مواد مفيدة للمجتمعات المختلفة، حيث تملك المملكة أول إنتاج من الهيدروجين النظيف وسيجري شحنه إلى اليابان. وأضاف: «هناك العديد من المبادرات التي طُرحت وجرى تبنيها من قبل مجموعة العشرين خلال مدة رئاستنا التي لم تحدث من قبل، والتي تحقًّقت ونجحت. وأفاد الجدعان، أنه فيما يخصّ موضوع ضريبة القيمة المضافة فلا توجد خطة على المدى القصير لإعادة النظر فيها وستناقش بشكل دوري حسب تطورات الوضع الاقتصادي والمالي. وقال: «أعتقد أن ما يعاني منه الاقتصاد السعودي تعاني منه اقتصادات العالم وما يناقش في مجموعة العشرين هو ما تهتم به المملكة «، مشيرا إلى أن المملكة اتخذت خطوات جريئة جداً وسريعة جداً لمواجهة جائحة «كورونا» على مستوى اقتصادها الوطني ولكونها رئيسة لمجموعة العشرين اتخذت خطوات عاجلة استفادت من رؤية المملكة 2030، حيث أطلقت حكومة المملكة 150 مبادرة تزيد تكلفتها على 200 مليار ريال لدعم المواطنين والقطاع الصحي وقطاع الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لضمان تجاوز الجائحة دون تأثير. من جانبه أكد معالي الشربا السعودي لمجموعة العشرين، الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، نجاح القمتين الاستثنائية والاعتيادية - ولله الحمد -، إذ كانت المجموعة حريصة على التعامل مع الجائحة، لذا عملت مع منظمة التجارة العالمية بهدف إنقاذ العالم من تبعات وآثار الجائحة التي تسببت بقفل الحدود بين الدول الأمر الذي كان سيعود سلباً على الشعوب دون استثناء، وهذا جرى تلافيه بهذا التنسيق مع المنظمة العالمية، لافتا الانتباه إلى أن ذلك لا يكفي، إذْ إنّ إعادة هيكلة المنظمة هو الهدف لتحقيق مخرجات أفضل في المستقبل، وهذا دليل على النجاح الذي حققته G20 في مختلف الاتجاهات الاتثنائية منها والمجدولة. وأوضح معاليه أن اجتماعات وزراء التجارة الثلاثة ركزت على استمرارية توفير الوظائف والنمو الاقتصادي في جميع البلدان خصوصا محدودة الإمكانيات. وأشار إلى منجزات القمة التي لخصها في مبادرات تعليق الديون، والتعامل مع التغيّر المناخي بجدية، ومكافحة الفساد، وتعقيم وتحلية المياه، ومكافحة التصحّر، وحماية الشُّعَب المرجانية.