سَلْ: مَا النَّدَى إذْ بالوفَاءِ ازْدَانَا
يأتِيكَ أنَّ أبَاهُمَا سَلْمَانَا
ذاكَ الَّذِي مُلِئَتْ صَحَائِفُ مَجْدِه
فَأرَى العُيُونَ وأسْمَعَ الآذانَا
مِنْ نَسْلِ آدمَ غَيرَ إنَّ لَهُ حِجَىً
ليْسَتْ تُغَالِبُهُ الحَوَادِثُ شَانَا
وكَأنَّهُ في الحِلْمِ مُزنَةُ مُصْبِحٍ
تَروي الرُّبَى والنَّرجِسَ الوَسْنَانَا
في ظِلِ بيتِكَ -إذ سَقَيْتَ ظِمَاءَهَا-
غَدَتِ الفَيَافِي جَنَّةً أفنََانَا
وبَسَطتَ فُرْشَ العِزِّ حتى أُتْرِفَتْ
طَيْرُ البِلادِ وأُشْبِعَتْ إحْسَانَا
في كَفِّكَ الغَرْسُ المُؤمَّلُ يَنْعُهُ
والبَاسِقَاتُ يُنِرْنَهُ ألْوَانَا
فَكَسِدْرَةٍ ضَرَبَتْ بِأمِّ جُذُورِهَا
بَطْنَ الفَلاةِ وأوْرَفَتْ أغْصَانَا
فَنَمَا وأوْرَقَ ثَمَّ غُصْنُ مُحَمَّدٍ
فَأتَتْهُ آيَاتُ الحِجَى إِذْعَانَا
تبْنِي كأنَّكَ قدْ أُمِرْتَ بِصَوْنِهَا
وَحْيًا، ومَا كُلُّ البِنَاءِ يُدَانَى
وأَمِنْتَ إلاَّ أنَّ سَيفَكَ مُشْهَرٌ
إنْ قالَ للبَاغِينَ: «حَدَّكُمُو» أبَانَا
وإذا الحَوادِثُ ضَعْضَعَتْ مَن حَوْلَهَا
إلاّكَ، طَوْدًا شَامِخًا مَا لانَا
فَلَقدْ جَمَعْتَ وآلُ بيْتِكَ مَعْشَرًا
فِي ظِلِّ أَسْمَى رَايَةٍ عُنْوَانَا
أنتَ الَّذي أُورِثْتَ تَالِدَ مَجْدِهَا
تَاجًا فَتَاجًا أعْقَبَتْ تِيجَانَا
فَلَئِنْ يُبَايعْكَ الرِّجَالُ فَمَا هُمُو
إلاَّ حَكِيمٌ قَدْ أتَى عِرْفَانَا
فَلَكَ الولاءُ وليسَ غَيْرُكَ أهْلهُ
ولَنَا الفَخَارُ، وما ادَّعَاهُ سِوَانَا
كَطُويقِ نَجْدٍ كَانَ عَزْمُكَ مُزْمِعًا
لَمْ يَرْضَ دُونَ ذُرَى العَنَانِ عَنَانَا
فَلَقَدْ بَصُرْتَ بِنَا بِمَا لمْ يَبْصُرُوا
فَعَرفْتَ مَا أدْوَاؤُنَا ودَوَانَا
إنَّا على عَهْدٍ أتَاكَ زَمَانُهُ
مِنْ سَالِفِيكَ إلى المَدَى أزْمَانَا
فَإذَا أمَرْتَ فَطَاعَةً وإطَاعَةً
وبِمِثْلِهِنَّ نُجِيبُ إذْ تَنْهَانَا
إنَّا -وإنْ كُنَّا ضُيوفَ دِيَارِكُم-
لَذَوِي ذِمَارٍ مَنْعَةً وأمَانَا
شَتَّانَ ما بينَ الثُّرَيَّا والثَّرَى
مَا كُلُّ أرْضٍ تُرْتَجَى أوْطَانَا
** **
د. حسين ثابت - أستاذ الوراثة معهد الأبحاث والاستشارات الطبية - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل