د.عبدالعزيز العمر
لا جدال أن العقل هو أعظم منحة ربانية وهبها الله للإنسان ليميزه عن باقي مخلوقاته. ومع ذلك لا يزال وسيبقى هناك من الناس من لا يستخدم هذا العقل في ترشيد قراراته وفي ترتيب وانضاج صلاته مع الناس، بل ومع كل ما في هذا الكون. يقر التربويون بأننا في تعليمنا تجاهلنا وبددنا في وقت من الأوقات الثروة العقلية لطلابنا، ولم نساعدهم على تطوير واستثمار قدراتهم العقلية فيما يحقق لهم تعليماً نوعياً يرتقي بجودة حياتهم وحياة مجتمعهم. وعموماً، في أي نظام تعليمي متقدم يتم تعريف الجيل القادم بمبادئ ومسلمات وبديهيات عقلية يقبلها عقله بالفطرة وتصدقها نفسه، هذه البديهيات والمسلمات العقلية تحفز عقل المتعلم ليحقق لنفسه فهماً أشمل ومعنى أعمق ورؤية أوسع لكل ما سوف يتعلمه مستقبلاً. هناك مجموعة من المسلمات العقلية التي يجب تدريب عقول طلابنا عليها، ويأتي على رأس هذه المسلمات العقلية مبدأ السببية، فلا شيء يحدث في هذا الكون بلا مسبب، فالأمراض تسببها فيروسات وميكروبات ثبت وجودها بالبحث العلمي، وليس بسبب غيبيات من جن وسحر وخلافه، ومن المسلمات العقلية ألا نقبل بأي ادعاء يخالف الواقع، هناك أمم تعيش اليوم أوهام خارج واقعها الحياتي، ومن البديهيات استحالة أن يجتمع نقيضان مع بعضهما، وما أكثر ما نلاحظ ذلك في حوارات وتفكير بعضنا. وهناك من الفلاسفة من ربط بين المسلمات العقلية والأخلاق (الظلم مرفوض عقلاً، مثلاً).