د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
ترتفع الحروف عن السياقات العادية! وتعلو الدلالات؛ لأنها سوف تبث عن حكيم وحاكم تزدان مصفوفات الحديث عنه حفظه الله قوةً وشموخاً وغزارةً؛ ورصد حيّ لقيادة فريدة لوطن فريد أيضا؛ فهاهنا باع لافت في قوالب السياسة ومتطلباتها واحتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والتراث، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، صاحب القدرة بل القدرات في إدارة المواقف، وصاحب القرار ولات بعدُ قرار.
«ذللَ الصعبَ ما تبدّى له الصعبُ
وألوى بالمشكلات الرهيبة»
فعندما نرصدُ العهد الملكي الحديث؛ فإنّ السنوات الست لملكنا سلمان -حفظه الله- حملت صناعة الاستقرار الممتد، وصدحتْ بإعلان باذخ عن الوصول باقتدار إلى عزائم القوة لحيازة الوطن الناهض وتصميم مستقبله وفق أحدث طراز؛ فتوجيهاته- حفظه الله- ترفل بفخامة التشخيص للواقع ومواطنه وبواطنه؛ ثم هو -حفظه الله- جامعة في الاتصال والتواصل، وبارع في التحرك نحو احتياجات الشعب بما يلزم ويقتضي.
فهو سلمان الملك الذي فهم حياة المواطن، فغرس محبته جذراً في شغاف قلوبهم.
وعندما حلتْ الذكرى السادسة للبيعة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين نبثُّ للعالم أن بلادنا في عهدها الوارف دخلتْ مسترادا مختلفا في ستة أعوام من الفيض، فحزمتْ عزائم القوة لتباري أحاديث الإتمام فاجتازتها سباقة، وأقامت منصات الثراء الداخلي الذي يتجاوز الشفرات والمفاتيح الخارجية وإن تباروا! وعانقتْ فيها لحظات الفرح لتنثر واقعا فوارا يسلّمنا تلك الصور والعلامات والرموز الفارهة؛ ويأتي العام السادس لقيادة الملك سلمان- حفظه الله- لوطنا الأشم وبلادنا تمتلئ بانتصارات القرار السياسي؛ وبامتيازات عالمية فريدة، وتزخر كذلك بامتلاءات المنجز التنموي الداخلي الذي تتوالى منصاته فتعبق نسائم الخير في بلادنا لتبشر بحاضر وافر ومستقبل يتسامى؛ فمنصاتنا التنموية في البحر تمخر عبابه؛ وعلى اليابسة تُشْعلُ مدنا حديثة تنبض وفاء لهذه الأرض لتتدلى النيرات في ميادينها وتعلن الامتداد والاستدامة؛ وتُجلّي الحاضر في صور بهية!
«وتجلّت في سمائنا نيّراتٍ
تتحدى زُهْرَ النجومِ خصوبة»
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله، ومازال أمامي ارتحالٌ آخر نحو محبة الناس لكيانات ملكنا سلمان أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، ثم ملكاً لكيان باذخٍ قداسةً ومنزلة، فقدعرفنا خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، فكان في مسيرته نموذجاً لسمات الحكم الرشيد عند صغارنا وكبارنا، حيث كان الوطن في وجدانه، وكل مُنْجَز وطني يُقرنُ بسلمان الباذل المؤازر، فمنابعه تترى، ونفحاته تملأ الأجواء، وفيوض عطاءاته كالسلسبيل العذب!
بوحٌ البيعة
«فتسامي يا بلادي واسلمي
واستزيدي من أبي فهد المُنى»