تصوير - رنا ناصر:
سجلت عدد من مناطق المملكة نماذج مشرفة لمواطنين تبرعوا بقصورهم التاريخية للدولة إما بشكل دائم أو لفترات طويلة، وذلك بهدف تحويلها الى مراكز ثقافية وتراثية تقام فيها المتاحف المحلية، وتشهد الفعاليات التراثية المتعلقة بالمنطقة.
وتجسد هذه المبادرات المجتمعية النبيلة انتشار الوعي بأهمية المحافظة على المباني التاريخية وتأهيلها والتعريف بتاريخها، خاصة وأن هذه القصور تمثل مراكز للاجتماع والإدارة، ومنها:
قصر بن رقوش:
قصر بن رقوش التاريخي في منطقة الباحة، هو من المعالم التاريخية والسياحية بالمنطقة وأحد أقدم القصور التاريخية متكاملة الخدمات، حيث تم بناؤه عام 1249هـ ويتكون من خمس منازل كبيرة بعضها يحتوي على ثلاثة أدوار، إضافة إلى مجلس للقبيلة ومسجد ملحق بالقصر ومهاجع للخدم وبئر ماء وفناء داخلي واثنين آخرين حول القصر، ليشكل منظومة سكنية متكاملة من البيوت وملحقاتها من مدرسة ومسجد وإسطبلات خيل وآبار للسقيا وبساتين، وكان يسكنه حاكم شمل قبائل زهران راشد بن جمعان بن رقوش، الذي سارع بمبايعة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- في بداية تأسيس المملكة وتوحيدها.
ووقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (سابقاً) عقد اتفاقية مع المالك الذي قدم القصر دون مقابل لمدة 20 عاماً على أن تقوم الهيئة بترميمه وتطويره.
قصر السقاف
من القصور التاريخية المهمة أيضاً المسلمة للدولة قصر السقاف في مكة المكرمة والذي كان مقراً للدولة ومركزاً للحكم في عهد الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وفي عهد الملك سعود رحمه الله ويمثل نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في مكة المكرمة، وعانى في المدة الأخيرة من عدة حوادث انهيارات نظراً لتدني مستوى الصيانة وعدم الاهتمام.
وكانت قد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) بتسليم قصر السقاف التاريخي بمكة المكرمة إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقاً) في عام 1433هـ؛ للمحافظة عليه والبدء في عملية ترميمه والعناية بتطويره، وتوظيفه وفتحه للزوار، ضمن مشروع تأهيل قصور الدولة في عهد الملك عبدالعزيز.
قصر ثربان:
يعد قصر ثربان التاريخي الذي يقع في محافظة النماص من أهم المعالم التراثية والتاريخية في المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، إذ يعود تاريخ بنائه نحو 200 عام، وهو أحد القصور الستة في الحي التاريخي بالنماص، ويتكون من مبنى رئيس من 5 أدوار متكررة، و4 ملاحق خارجية، وساحتين للقصر، إضافة إلى مسجد. وفي الفناء الخارجي للقصر، بستان في إحدى زواياه بئر لسقيا ساكني القصر والري.
وتم وضع حجر الأساس لمشروع وترميم وتطوير قصر ثربان التاريخي بقيمة إجمالية تقدر بخمسة ملايين ريال.
ويضم المشروع عدداً من العناصر المعمارية التراثية منها متحف عن تاريخ النماص، ومطعم تراثي، وسوق الحرف والأسر المنتجة، والمسجد القديم، وتهيئة ساحات للاحتفالات.
قصر الراشد:
شهدت الفترة الأخيرة انتهاء العمل من مراحل ترميم مبنى قصر الراشد التاريخي في مدينة القصب شمال غرب الرياض، الذي تبرعت به أسرة الراشد للهيئة بشكل دائم.
ويقع قصر الراشد على مساحة 300 متر مربع والمبنى قائم وبحالة إنشائية جيدة حتى الآن، ويمثل معلماً سياحياً يُمكن استخدامه واستثماره، ويقع على حافة سور القصب القديم ويمكن لمن يمر من الطريق العام بين القصب وشقراء أن يراه واضحاً.
ويعود تاريخ القصر لأكثر من 60 عاماً ويمثل بيت أسرة الراشد، وهو بيت إبراهيم الراشد الذي كان ناظر الملك عبد العزيز على مدينة القصب.
قصر العناقر في ثرمداء
يقع قصر العناقر الذي أنشئ عام 1136هـ داخل بلدة ثرمداء القديمة وداخل السور القديم المسمى العقدة ويضم بين جنباته المزارع والآبار والمساجد والأسواق والبيوت، وتبلغ مساحة القصر الإجمالية 1800متر مربع تقريباً.
وسبق أن وقعت الهيئة وأسرة العناقر ملاك قصر العناقر اتفاقية إعادة تأهيل قصر العناقر في بلدة ثرمداء بمنطقة الرياض للمحافظة على القصر توظيفه كمتحف يعكس تراث وثقافة البلدة، وإجراء جميع عمليات الإصلاح والتطوير بما في ذلك أعمال الترميم بالشكل الذي يحافظ على هوية وأصالة القصر التراثية وتحمل التكاليف المترتبة على عملية الانتفاع بما في ذلك الترميم وإعادة التأهيل والصيانة خلال مدة الاتفاقية وتسجيل القصر كموقع أثري وفقاً لنظام الآثار، وحمايته وصيانته والاهتمام به كموقع أثرى محمي بالنظام.
بيت البيعة
يعد بيت البيعة (الملا) من المواقع التاريخية المهمة في الأحساء، ويحكي قصة تاريخ مجيد لهذه البلاد المباركة حيث بايع فيه أهالي الأحساء للملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1331هـ، ويعد بيت البيعة من أشهر المعالم التي شهدت أبرز الأحداث قبل وأثناء توحيد المملكة.
يقع منزل الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة) في وسط حي الكوت بمدينة الهفوف وتقدر مساحته بنحو 705م2 وأسس هذا المنزل عام1203هـ. شهد هذا المكان قدوم الملك عبد العزيز رحمه الله في فتح الأحساء في تاريخ 5 - 5 - 1331هـ حيث أقام فيه وبايعه أهالي الأحساء على السمع والطاعة.
قصر بيت الكاتب
قصر بيت الكاتب التاريخي في الطائف يعد من أجمل وأهم القصور التاريخية في المحافظة تم إنشاؤه في عام 1898، وبناه محمد علي عبدالواحد، الكاتب الخاص للشريف عون الرفيق فترة ولاية الأتراك عام 1315هـ، ويتكون من ثلاثة أدوار بُنيت على الطراز المعماري الروماني القديم يزينه أعمدة الحجر والزخارف شبه حلزونية والتي تمتد حتى الأسطح، وقد اختير له موقع مناسب في عمق الأرض الزراعية بمنطقة السلامة خارج سور الطائف القديم، كذلك يوجد فناء واسع يضم بستاناً يحوي أرضاً زراعية تُزرع فيها الفواكه والخضراوات.
وفي عام 1350هـ سكنه أبناء محمد علي عبدالواحد بعد ترميمه وإصلاح ما خرب منه، وشيدوا بجواره ملحقاً في الجهة الشرقية بني بالحجر والطين..
هجر قصر الكاتب في عام 1388هـ مما استدعى المسؤولين للعمل تجاه هذا القصر، وقد اختارت دارة الملك عبدالعزيز هذا القصر ليصبح مقراً لمركز تاريخ الطائف.