يا حلوة عطيني سنابك .. رفعت رأسها لتنظر إلى مصدر الصوت بين خصلات شعرها المنسدلة حول وجهها الجميل البريء فارتخت يدها من هول الصدمة وهي تدفع يده الثقيلة عن كتفها سقط الهاتف المحمول فالتقطته بسرعة وحاولت الوقوف لتنطلق هاربة وهي تقاوم انزلاق قدميها فوق كتبها المتناثرة على سجادة كانت العائلة تملأ جنباتها قبل ارتفاع صوت المؤذن وانتشار أفراد عائلتها مابين دورات المياه ومصلى الحديقة فكانت مهمتها الصعبة حراسة المكان وسلة طعام العائلة لحين عودتهم, ولم تكن مهمة مستحيلة مع وجود هاتف والدتها الذي فتح أمامها كل وسائل الترفيه.
كل ليلة وجهه لا يفارق مخيلتها التي كانت صغيرة قبل أن يملأ تفاصيلها وسراديبها المظلمة بنظراته المخيفة الغادرة, رغم صغر سنها وبساطة تفكيرها استطاع عقلها بلحظات قليلة الاستنفار وإطلاق كل صفارات الإنذار لكامل جسدها النحيل لتستجمع قواها وتنطلق هربا من ذلك الوحش البشري رغم أن وجهه قد امتلأ بالشعر بعد تولي زمن البلوغ وحلول الوقار الذي لم يطب له البقاء معه أو يرافقه.
صوته الخشن كان يشوش ذاكرتها وسمعها فلا تعرف السكينة وهي بين أحضان لحافها الدافئ فتقفز مذعورة وسط الظلام لتقتحم غرفة نوم والديها ولا تهدأ إلا على ذراع والدها الذي يتلو عليها بعض الآيات لتعاود النوم. بللت دموعها وجه والدتها وهي تضمها وترجوها ألا تتركها وحيدة, وبينما والدتها تحاول تهدئتها وإبعاد هاجس الخوف عنها انفجرت بكل تفاصيل الموقف سيخطفني يا أمي إن تركتيني لوحدي .. قررت الأم وهي تتحسب عليه حجز أول جلسة عند الطبيب النفسي ومراجعة المدرسة التي كثرت شكواها مؤخرا من مستوى ابنتها المتدني دراسيا وتغيرها جذريا وهو ما كانت تتوقعه مبالغة أو فترة وتعدي .. ملاحظة: لم أمتلك من حقوق القصة سوى صياغتها بأسلوبي ولا أستطيع ضمها لبنات أفكاري وخيالي لأنها أحداث وقعت على أرض الواقع ..مع الأسف !!
** **
- بدرية البليطيح