قالت الناقدة والقاصة الأكاديمية الدكتورة عائشة الحكمي، عن مرور مئة عام على مسيرة الصحافة السعودية: هو حديث الذاكرة، والذكريات، وجماليات العلاقة بين الأدب والصحافة، وربما لا يسعنا ذكر الصحف التي تتابع ظهورها في مسيرة صحافة الأفراد، وصولا إلى صحيفة أم القرى، وما تبعها أيضا من توالي ظهور الصحف السعودية، لذلك لا يمكن الوقوف ولو بإيجاز عن إسهام بعض الصحف، لكننا أمام الحديث بصفة خاصة عن علاقة الصحافة بالأدب، ودورها في النهوض به، من خلال بدايات فنونها الصحفية التي تمثلت في المقالة الأدبية، والأخرى الاجتماعية، إلا أن الصحافة في عهد صحافة الأفراد ارتبط ظهورها بالأدباء، والأدب، وخدمة الأدب إلى حد كبير، مقارنة بالأدباء القائمين عليها، ما انعكس أيضا على أساليبها الصحفية مستوى لغتها.
وأضافت عائشة في حديثها لـ«المجلة الثقافية»، منذ انبثاق الصحافة السعودية على يد الملك المؤسس – طيب الله ثراه – من خلال صحيفة أم القرى، كانت باكورة لانطلاقة الصحافة برؤية وأسلوب ومحتوى شكل نقلة كبيرة مقارنة بما كان سائدا في صحافة الأفراد، وما اتسمت به لغتها وأساليبها من تأثر بعمق اللغة، والصنعة الأدبية، لا الصحفية بشكل عام؛ لذلك ارتبط تطور الصحافة بالاستقرار والتطور الذي أخذ في النمو، وأدلوا روادها بدلاء التجديد ،كعبد الله عريف، محمد حسن عواد، محمد سرور صبان، حمزة شحاته وغيرهم من الأدباء الذين أسهموا في تطور مضامين الصحافة آنذاك، إذ ظهر اهتمام بالمقالة، والقصة، والقصيدة، بما فيها قضايا الأدب كشعر التفعيلة، والشعر الحر.
أما عن إسهامات المرأة السعودية في مسيرة الصحافة السعودية، فقالت عائشة، ربما بدت بواكير إسهامات المرأة في الصحافة مطلع السبعينيات الهجرية، التي واصلت مرافقتها للحراك الأدبي في الفنون الصحفية، كاتبات مقالة أدبية أو اجتماعية، شاعرات، قاصات، وناقدات، اللاتي كان من أوائلهن: سلطانة السديري، رقية ناظر، فاتنة شاكر وغيرهن، وإن اقترنت الأسماء المستعارة ببعض الأسماء، إلا أن حضور المرأة ظل متناميا عبر تنامي مسيرة الصحافة، وتطورها إلى صحافة المؤسسات، ضمن ما شهدته المملكة من تطورات في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التعليم، التي شكلت (طفرة) في حضور المرأة الصحفي، وفاعلية في الإسهام في مختلف فنون الصحافة، والمشاركة الفاعلة في أداء وظائفه، ختاما: الحديث عن مسيرة المرأة السعودية في الصحافة ذو شجون لا تنتهي.