عن مسيرة قرن على الصحافة السعودية، قال الكاتب عثمان بن حمد أبا الخيل، في حديثه لـ«المجلة الثقافية»: الصحافة السعودية ومنذ ولادتها وهي تحمل على عاتقها مسؤوليتها أمام المجتمع في نقل الواقع كما هو في مختلف زواياه، مواكبة خلال مسيرتها التطورات العالمية في عالم الصحافة.
* وعن نهوض الصحافة بوظائفها تجاه المجتمع السعودي، قال أبا الخيل: مما لا شك فيه أن الصحافة مرآة المواطن والمواطنة، حيث تساهم في توضيح وبيان بما يطرح في مختلف الزوايا الثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية والزوايا الأخرى، مثل: زوايا الشعر والشعراء والمرأة، ولما أسهمت به في تسليط الضوء على مختلف مشاريع الخير والبركة، التي باتت تعم جميع مناطق مملكتنا الغالية، منذ توحيد المملكة؛ ومن أهم ملامح صحافتنا المصداقية، والشفافية، وتحليل الأخبار، والتحقق من مصداقيتها وتقديمها بصورة لها أثر جميل في رفع مستوى الوعي؛ لذلك فإن الصحافة السعودية ومنذ بدايات قرن على مسيرتها أسهمت في تقديم كافة التفاصيل عن الأحداث الجارية على اعتبار أنّها سلطة رابعة.
* أما عن مسيرة الثقافة عبر قرن في ذاكرة الصحافة السعودية، فوصفها عثمان قائلا: الصحافة الثقافية لها دور كبير في نشر إنتاج المبدعين والمبدعات، وإتاحة الفرصة لتقييم أعمالهم ونشرها، وتشكيل المشهد الثقافي السعودي، كذلك إبراز الدور الثقافي في معارض الكتاب الدولي والمحلي، ونشر ثقافة القراءة عند الجميع؛ إلى جانب دورها الكبير في نشر الشعر الشعبي بكل أنواعه، ونشر شعر الشعراء المؤثرين في حب الوطن.
* وفي حديث أبا الخيل عن «المؤسسات الصحافية» قال: غرست وتغرس أثر التغيّر الثقافي في البناء الاجتماعي والتغيّر الثقافي، فالصحافة الاجتماعية، منذ البداية والصحافة تؤكد على أهمية دور المجتمع والتغيرات الاجتماعية، وتبرز معها بعض من الظواهر الاجتماعية السلبية، وإيجاد الحلول لها؛ كذلك المساهمة في طرح الحلول لمشاكل المجتمع، والتعبير عن آلام وهموم المواطنين (ذكور وإناث)، لذلك فالصحافة الاجتماعية في صحافة المؤسسات حجر زاوية، في أي رأي عام، ينتظر منه القراء أن يكون فاعلاً وتستطيع عبر تبنيها سياسة شفافة وحضارية، فصحافتنا الاجتماعية تولي النواحي الإنسانية مساحة كبيرة وإشراك المختصين في مناقشة المشاكل وإيجاد الحلول وتطبيقها على أرض الواقع.
* وبالإطلالة على فرع آخر من امتداد صحافة المؤسسات، عبر الصحافة الاقتصادية، قال أبا الخيل: عندما أتحدث عن الصحافة الاقتصادية، فهناك صفحة متخصصة، وهناك صحيفة كاملة، صحيفة اقتصادية، فالاهتمام بالاقتصاد بدأ منذ زمن بعيد، قبل بدء مرحلة النفط، ولقد مر الاقتصاد مراحل كثيرة مراحل تحدي الصعوبات من مرحلة القرش النحاسي، إلى الريال القوي؛ لذلك فإن الصحافة السعودية لها دور فعال في إبراز الاقتصاد السعودي في كل المجالات والتي منها يخص أسواق الأسهم، والطاقة، والعقارات، والميزانية العامة للدولة بالإضافة إلى مقالات متعددة للكُتاب الاقتصادين وأوضاع الشركات، إذ أن الصحافة الاقتصادية بدأت منذ عام 1924م، حين صدرت جريدة أم القرى، وجريدة الرياض، قبل نصف قرن من الزمن في عام 1965م.
* وفي رحاب المؤسسات الصحفية في المملكة، واستحضار مسيرتها عبر فضاء آخر، تمثله الصحافة «الرياضية»، التي وصفها أبا الخيل بقوله: الصحافة الرياضية السعودية من البدايات وهي تواكب كل ما يحدث في عالم الرياضة، حيث أثرت الساحة الرياضية، بالتغطية الإعلامية لأغلب الأحداث والقضايا الرياضية، خاصة المتعلقة بالأندية الرياضية، والتحليل الرياضي، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الكُتاب الرياضيين الذين يكتبون ويحللون ويحذرون من التعصب الرياضي ونشر روح التسامح بين الجماهير، فالصحافة الرياضية بدأت مع إنشاء الأندية الرياضية منذ أن أنشئ حينها نادي الاتحاد السعودي.
وبين مسيرة قرن من الصحافة السعودية، وما قدمته من أدوار ريادية، وما هو مؤمل في مسيرتها الصحفية على عتبات قرن جديد، ختم أبا الخيل حديثه لـ»المجلة الثقافية» بقوله: الصحافة السعودية وفي كافة مناطق المملكة لها دور فعال ومؤثر في نشر الوعي والتنوير والمعرفة، وشركاء في مسيرة مملكتنا الغالية في مواصلة التحديث والتنمية المستدامة من خلال رؤية المملكة 2030م، فالصحافة السعودية تساهم كثيراً في بناء مجتمع عصري، ومزدهر، يواكب تطورات العصر بفكر متجدد، يسير به نحو الأمام بخطى ثابتة وواثقة، وتلك هي الرسالة الحقيقية للصحافة، لذلك أختم حواري هذا برسالة موجهة إلى رؤساء التحرير في صحفنا شكرا على المصداقية والشفافية في طرحكم لقضايا الوطن الغالي، فهي مسيرة تستحق كل التقدير والاحترام والاعتزاز.