قال الروائي والناقد الدكتور سلطان بن سعد القحطاني، خلال حديثه عن مسيرة قرن من الصحافة السعودية، عبر عمقها الثقافي والأدبي: ظهرت الصفحات الثقافية من خلال الطفرة في كل المجالات في الثمانينات الميلادية، مع وجود الثقافة فيما سبقها من صحافة، ولم تظهر من فراغ، فالدولة بجميع قطاعاتها كانت تمر بمنعطف ثقافي من خلال عدد خريجي الجامعات وظهور جيل مثقف يحتاج لنشر ثقافاته المتعددة نتيجة اطلاعه على فنون الثقافة العربية والعالمية، وظهور كتاب القصة القصيرة ومجالها الأول الصحافة، والسبب قصر نصها الملائم للصحيفة، فوجد كاتب القصة القصيرة المجال رحباً لنشر انتاجه بسهولة، ووجدت الصحافة الأدبية والفنية مادة دسمةً نافست بها الصحافة العربية وأثبتت وجودها الفني، وأصبح لها أعلام انتشرت أسماؤهم على المستوى العربي.
أما عن إسهامات «الملاحق الأسبوعية الثقافية»، فوصفها القحطاني بقوله: كانت نتيجةً لما ذكرت سابقاً ومثبتةً للفن الثقافي، لأن الملحق الأسبوعي ثابت وله من ينتظره إلى اليوم، وهو زاد للمثقف والمتلقي، واشتهرت أسماء لها متابعوها، من القراء والمشاركين في صنعها على جميع المستويات، وفي كل الظروف وأحوال الكتاب والنقاد الذين ينشرون مقالاتهم قبل صدورها في كتب، أو يكتفون بنشرها فقط.
وفي سياق حديث القحطاني عن الدور الثقافي لصحافة المؤسسات في زمن وسائط الاتصال وتدفق شبكاتها، وتدفق تطبيقاتها، قال القحطاني: لن يستغني المثقف عن وجود المتابعة الثقافية والعلمية في مجاله في أي زمان ومكان، وتحت أي ظرف من خلال التحولات التقنية، فلم يعد الورق هو الوسيلة الوحيدة لوجود المعلومة، لكن سيبقى ضرورة للحفظ والقراءة، لكن التقنية أصبحت منافساً قوياً للورق، لذلك تحولت القراءة وتلقي المعلومة متاحةً من مصرين، الأول: التقنية، وأنا ممن يتابعها ويكتب من خلالها، وفي كثير من الأحيان أسحب المقال على الورق لأحتفظ به، لأن الأجهزة ليس عليها أمان. لذلك استطاعت المؤسسات الصحافية أن تلعب الدورين معاً، رغم ما يقال عن خسارتها في هذا المجال لكن لتحتفظ بوجودها من ناحيتين: الأولى ضمان وجود الكاتب والمتابع، والثاني سرعة الانتشار ووصوله للمتلقي الذي يجد مطلوبه بكل سهولة، فالمؤسسة الإعلامية لا بد أن تبقى على حالها رغم ما ذكرنا، شكلاً ومعنى.