ميسون أبو بكر
رغم الضوابط المشددة على ظهور المرأة في الإعلام السعودي سابقاً والموانع الاجتماعية إلا أن المرأة الكاتبة والمشتغلة في الإعلام كانت حاضرة بقدر حماسها وتلك المساحة التي منحت لها بين وقت وآخر، فالملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله كان أول من شجع ظهور المرأة في الراديو في السبعينيات، ولم يكن وجود أقسام خاصة بهن سهلاً في الصحف كذلك أقسام لدراسة الإعلام في الجامعات إلى وقت قريب.
لقد برزت أسماء مهمة لسيدات سعوديات في مجال الكتابة الصحافية، ولقد كان بعض الأعلام الرجال سندًا وداعمًا لهن للمضي في هذا المجال، وأوافق الأستاذ محمد السيف فيما ذهب إليه أن عدم الاشتغال بتوثيق التاريخ كان سبباً في ضياع الكثير من المعلومات التاريخية المهمة، وقد أشار إلى أحد الكتب القليلة جداً في توثيق مسيرة المرأة الصحافية وهو «عمل المرأة السعودية في وسائل الإعلام» لأمجاد محمود رضا التي أشارت إلى أن السيدة لطيفة الخطيب هي أول من كتبت باسمها الحقيقي في تاريخ الصحافة السعودية، وأكدت أنها رائدة العمل الصحفي بلا منازع، كما أن هناك أسماء نسائية رائدة كالسيدة صفية عبدالسميع التي ترجمت قصة «الزوجة» للكاتب الإنجليزي واشنجبون أرتنج، التي نشرت في مجلة اليمامة، 1954، ويشير السيف في مقاله المنشور في جريدة الاقتصادية إلى السيدات ثريا قابل وسارة القثامي، وفاتنة شاكر، وهدى الرشيد الإذاعية السعودية التي أطلت علينا من BBC اللندنية والتي قرأت عنها باباً خاصاً في كتاب د.عبدالرحمن الشبيلي رحمه الله إعلام بلا أعلام.
في الكتابة الصحافية بزغ نجم كاتبات لهن باع وتأثير أذكر منهن الأستاذة خيرية السقاف الحائزة على أرفع وسام وطني هو وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، ثم الشاعرة د. فوزية أبوخالد التي أطلق عليها نازك السعودية، والأستاذة شريفة الشملان وغيرهن ممن كانت لهن بصمة باقية في الكتابة ويضيق المجال هنا بذكرهن.
القديرة نوال بخش والسيدة سلوى شاكر وبنات بكر يونس لهن بصمات في الإذاعة والتلفزيون، مع نساء خلف الكواليس في الإعداد والإشراف في الإذاعة والتلفزيون.
اليوم في عصر الرؤية وفسح المجال للمرأة في كل المجالات وتمكينها نلوح بكف القلب لنساء كاتبات وإعلاميات وصحافيات حفرن في الذاكرة ولم يكن سهلاً آنذاك ووسط الظروف التي شكلت إعاقة للمرأة في هذا المجال بالذات.