خالد الربيعان
ربما تكون الساعة الأهم - نقول الساعة - في السنوات الأخيرة للمشهد الرياضي السعودي هي تلك الساعة الحوارية مع وزير الرياضة قبل يومين، فالحوار ثري لدرجة كبيرة، معلومات وقرارات، ووجهات نظر الوزير نفسه في أمور كبيرة ومهمة، جعلت المحصلة النهائية لهذه الساعة: كبيرة للغاية ومؤثرة في تغيير ملامح صناعة الرياضة السعودية في السنوات المقبلة.
نبدأ بالتشفير: ملف من أكثر الملفات صعوبة.. شائك.. انتهى، وبإمكان أي شخص متابعة المباريات دون تشفير، «مع إمكانية» تشفير خدمات أخرى مثل: الاستوديوهات التحليلية، الجودة العالية للمشاهدة مثل ال4k، وبداية من الموسم المقبل.
البنية التحتية أهم شيء لأنها القاعدة، ربطنا أنفسنا بمشروع استضافة كأس الأمم الآسيوية 2027، ولأجل ذلك لا بد من شبكة استادات جديدة بمواصفات احترافية عالمية، لتحقيق الأندية السعودية فيما بعد، نسبة حضور جماهيري وإشغال عالية سيتم ترجمتها إلى دعم مالي قوي لخزائن هذه الأندية، في بنود التذاكر والمشتريات وبيع منتجات النادي في متاجره.
3 ستادات في القدية والرياض والمنطقة الشرقية، وجدة ليكون هناك ستاد آخر بجانب الجوهرة المشعة هو ستاد الأمير عبد الله الفيصل، أي نادٍ يوقع مع لاعب أو يفسخ عقد لاعب بمبالغ أكثر من إيراداته.. سيتحمل مجلس الإدارة هذه المبالغ كمسؤولية تضامنية، يمكننا القول إن هذا يمكن أن يقطع ظاهرة «البذخ التعاقدي».. والحديث عن ميسي وكريستيانو!.. إجراء واقعي.. جيد بشرط أن يكون هذا: دافعاً لتنمية موارد النادي.. العمل بشكل جيد في أنشطة التسويق والاستثمار، لا أن يكون «مبرراً» للتعاقد مع أي لاعب والسلام.. حيث سيؤدي ذلك لانخفاض الجودة الفنية ليست للنادي فقط.. لكن للدوري السعودي ككل.
دعم الأندية «مضمون» وصل لـ50 مليون ريال لكل نادٍ، مع حافز 60 مليوناً آخرين لتنفيذ وتطبيق معايير حوكمة الأندية: إعادة هيكلة مجالس الإدارات بشكل صحيح، استحداث أخرى، الاهتمام بالميزانيات والشفافية فيها، التدقيق في التعاقدات لتلافي القضايا والمشكلات المالية و... أكثر.
الكرة السعودية ستشهد العام المقبل تخصيص أول نادٍ، وسيسمح للاستثمار الأجنبي لأول مرة، النموذج الألماني الأقل في المرحلة الأولى هنا، مهم النظر إليه واعتباره «لا أكثر من 50 في المائة للملكية، مثال بايرن ميونخ، مع ملكية جزئية لأديداس وأودي وأليانز بنسب لا تتعدى 10 في المائة، نموذج مثالي.
السماح للقطاع الخاص بـ«إنشاء أندية جديدة» في رأيي هو القرار الأهم في كل هذا.. لو كنت صاحب علامة تجارية كبيرة، فأول شيء سأفعله هو «بناء ستاد» بإمكانات بسيطة.. ناد مثل تشيلسي بدأ هكذا بالمناسبة، ربما ينتهي الأمر بحالة مثل مجموعة أندية لعلامة تجارية كبيرة واحدة كريدبول ويمكن تميز أحدها جداً مثل ر.ب. لايبزيج الألماني.
أخيراً.. الهلال، كانت الجاهزية «السعودية» السابقة لشرائه في الحسبان، ولكن الآن وفي المستقبل القريب: لن يكون هذا متاحاً.. إلا.. بعد مشاهدة ومراقبة حالات التخصيص والاستثمار الأخرى في الأندية المطروحة لذلك الأمر.. أمر طبيعي عدم المجازفة في البداية بالأندية الكبرى في ملف شائك كالخصخصة والاستثمار الأجنبي، خاصة في ظروف اقتصادية عالمية استثنائية.. كالتي نمر بها الآن.
تجربة.. استنتاج!
الاستفتاء أثناء الحلقة الخاصة بحوار الوزير حول الإعلام الرياضي: أثبت عدم رضاء 84 في المائة عنه!، أتمنى «شيء» فعال لـ»نفْض» هذا الإعلام من جذوره.. لأن الأمر أولاً وأخيراً يتعلق: بالإعلام، هو الناقل لكل شيء يحدث على الأرض.. وهو المسؤول الأول والأخير عن أي فتنة بالشارع الرياضي و.. غير الرياضي!