خالد بن عبدالكريم الجاسر
منذ توليه -حفظه الله- والأيام تباعًا تشهد تنفيذ آمال وأحلام الوالد، ومَن تبعه من الملوك الكرام -رحمة الله عليهم-، مؤكدًا إنسانية السعودية في أبنائها.. إنه عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- فكان نهجه وفق كتاب الله وشريعته وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-. جمع الشمل الوطني والمساواة بين المواطنين، والعدالة بين المناطق في المشاريع التنموية قائلاً: «كل مواطن في بلادنا، وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي، هو محل اهتمامي ورعايتي؛ فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى.. وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن. ونؤكد حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية؛ فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات».
إنها خير مصادفة، بل هي خير فرصة أن تتواكب ذكرى بيعته السادسة مع ترؤس المملكة مجموعة العشرين؛ إذ يشهد شهرنا الحالي اجتماع قادة دول المجموعة بقيادته -أيده الله- التي يترقبها العالم، ويتطلع إلى ما سيصدر عنها من قرارات وتوصيات، تحمل المسرات والرخاء للعالم أجمع، خاصة فقراء العالم ممن نسيتهم الإنسانية، وغرقت بديونها؛ لتضخ المملكة أموالاً هي أربعة أضعاف سابقيها من القمم، وتمنح الدول الفقيرة فرصًا للنجاة بمساعدتها في الديون، وجدولتها في ظل الوباء القاتل.
إن الاحتفال بالذكرى السنوية للبيعة الميمونة فرصة مواتية، تدفع بها الأرقام والإحصائيات لمعرفة الفوارق الإيجابية التي قامت المملكة بقيادة ملك الحزم والعزم في الأصعدة كافة بإنجازات قفزت بمؤشرات المملكة ومكانتها للريادة في صنوف شتى، وقفزت بها في كل المجالات الحيوية، ومواكبة أحدث التقنيات التي يشهدها العالم، التي -بلا شك- تؤكد حكمة خادم الحرمين الشريفين لبناء الإنسان والاستثمار فيه على قواعد متينة، وأسس علمية راسخة قوية، وفق رؤية طموحة، في إنجاز الأعمال الموصلة لقطف ثمار رؤية 2030 التي يقف خلفها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
إنها بيعة لم تغفل في سياساتها الخارجية دورها الرائد في تحذير العالم من خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وتدخلاتها في شؤون الدول العربية، هي وتركيا وقطر، ودعمهم للإرهاب والتطرف وتأجيج الطائفية، وتهديد السلم والأمن، حتى باليمن لولا حرص السعودية، وذودها عنها، مثلما لم تنسَ القضية الفلسطينية وصولاً إلى اتفاق عادل ودائم، غير غافل -أيده لله- أشقاءه بالبلدان العربية في ليبيا والسودان وغيرهما بالعالمين العربي والإسلامي؛ وهو ما يعكس مدى قدرة وقوة المملكة، وكفاءة مؤسساتها وأجهزتها وعزيمتها وقت الأزمات التي تصنع الرجال، والقادة الاستثنائيين. فحفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله.
ولا خلاف أن الدول والحكومات تختبر مدى قوتها في إدارة الأزمات والكوارث؛ لتعلن للعالم أنها قادرة على إدارة الحشود عبر إقامة الركن الخامس بخبرتها الممتدة؛ ليؤكد ما قاله عالم الإدارة الشهير «هنري فايول»: «إن جوهر الإدارة هو قوة التنبؤ بالأشياء قبل حدوثها».. إنها السعودية العظمى.