ذكرى البيعة من أهم المناسبات السنوية، وهي ذكرى غالية على نفوسنا جميعًا.. نستحضر فيها الجهود والإنجازات التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين في سبيل أمن واطمئنان ورفاهية كل من يعيش على ثرى هذه البلاد المباركة، وهذه فرصة سنوية نرفع فيها أجمل التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ولكافة أبناء الوطن، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ وأن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه ومكيدة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام.
وتعتبر ذكرى البيعة مناسبة مهمة لتذكير أبناء وبنات الوطن بالمنجزات التي تحققت بفضل الله، ثم بفضل القيادة الرشيدة في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية والزراعية والصناعية والإسكانية، وغيرها من الخدمات التي تُبذل فيها جهوداً جبارة لبناء دولة حديثة تعتمد على أبنائها وبناتها في البناء والتطوير، وهذا ما يجب أن يتفهمه الجيل الجديد ويستوعبه، فهذه البلاد تُبذل فيها الجهود بسخاء منقطع النظير من أجل أن يكون الإنسان أولاً، ومن أجل رفعة المملكة والدفاع عنها، لكي يظل اسمها له ثقل يمنح المنتمي لها روح الفخر والاعتزاز، وعلى الجيل الجديد -خاصة- أن يعي هذا المعنى ويتفهمه.
وتأتي هذه المناسبة، في عامنا هذا وقد تحققت للمملكة إنجازات نوعية محلياً وإقليمياً ودولياً، عزَّزت من ثقلها السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي، لتستضيف اجتماع قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في الرياض الشهر الجاري، لتؤكِّد على الدور الريادي الكبير للمملكة في الساحة الدولية من حيث التأثير والنفوذ، والذي لم يكن ليتحقق لولا الجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- كي تبقى المملكة في المكان اللائق بها في مقدمة الأمم.
ويعد الدور الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- لكافة المواطنين والمقيمين، تعزيزاً لمبدأ (الإنسان أولاً) خلال جائحة كورونا والتعامل المثالي معها حتى أصبحت المملكة نموذجاً لمثالية التعامل على المستوى الدولي -ولله الحمد والمنة - فالمرونة العالية التي تحققت خلال الجائحة، واستجابة المنظومة العاملة في الدولة -التي منها التعليم- للمتغيرات الاحترازية والتحول للعمل (عن بعد) في فترة قياسية، والموازنة بين استمرار التعليم من جهة، ومحاذير تفشي المرض من جهة أخرى، أكد أن البيئة التعليمية تتمتع بكفاءات ذات قيمة عالية استطاعت التعامل مع الأزمات باحترافية ساعدت على التكيّف مع هذه الجائحة ووضعت صحة الإنسان أولاً وهذه إحدى نتائج الاستثمار في التعليم، وقد لمس أبناؤنا وبناتنا من الطلاب والطالبات ثمرة هذا التحول، حيث يؤدي الجميع أدوارهم التعليمية وفق ما هو مخطط له - ولله الحمد والمنة.
وإننا ونحن نحتفي بذكرى البيعة بكل فخر واعتزاز، ونعيش النجاحات التي تحققت للجميع من أمن وأمان وقوة وسلام، فإننا نشير إلى أن ذلك جاء بفضل الله تعالى، ثم بفضل البناء النموذجي للعلاقة المتينة المبنية على التآلف والتكاتف والتلاحم والتعاضد بين الشعب والقيادة، والاستمرار في ترسيخ النموذج السعودي في إدارة البلاد الذي يقوم على مراعاة الدولة لمصلحة الوطن والمواطن لكي يعيش بسلام، وإن واجبنا في هذه المناسبة الغالية تجديد الالتزام بمبدأ الولاء والوفاء لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ولهذه الدولة العظيمة التي تسخِّر كافة الإمكانات لتسهيل سبل العيش العصري الكريم.
** **
د. عبدالرحمن بن حمد الداود - رئيس جامعة القصيم