محمد بن علي بن عبدالله المسلم
تستضيف المملكة اجتماع قادة مجموعة الـ20 الخامس عشر (بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الـ21 و22 من شهر نوفمبر 2020م)، (عن بعد) بسبب الجائحة والتي لولاها لتمنينا أن يكون الاجتماع حضوريًا لاطلاع قادة المجموعة والهيئات والمنظمات الدولية على ما حققته المملكة من تقدم في المجالات كافة.
فما هي مجموعة الـ20 وأهميتها؟
المجموعة عبارة عن منتدى تأسس بسبب الأزمات المالية في التسعينيات، وذلك عام 1999م، ويضم في عضويته 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوربي. وتعود أهميته لاحتوائه على دول تمثل نحو ثلثي التجارة العالمية ونحو 80-90 % من الناتج العالمي.
ويدعى للاجتماع إضافة إلى أعضائه رؤساء وممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية.
والمملكة عضو في المجموعة لمكانتها الاقتصادية والسياسية في العالمين العربي والإسلامي ودول العالم الأخرى، فالمملكة تمتلك ثاني أكبر احتياطي بترولي وسادس احتياطي غاز وأكبر مصدر للنفط الخام من العالم، كما تحتل المرتبة الـ19 من بين أكبر اقتصادات العالم، والمملكة من الدول المؤسسة للأمم المتحدة، وكانت مشاركة المملكة الأولى في قمة المجموعة بواشنطن عام 2008م.
وتتمحور القمة القادمة حول هدف عام وهو «اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع». ويتفرع عن هذا الهدف ثلاثة محاور رئيسة.
- تمكين الإنسان.
- الحفاظ على كوكب الأرض.
- وتشكيل آفاق جديدة.
وقد استضافت المملكة خلال ترؤسها للمجموعة نحو مئة اجتماع ما بين اجتماعات وزارية واجتماعات لمسؤولي وممثلي المجتمع المدني، بما في ذلك مجموعة الأعمال B20 ومجموعة العمال L20، ومجموعة الشباب Y20، ومجموعة المجتمع المدني C20، ومجموعة المرأة W20 ومجموعة العلوم S20 ومجموعة المجتمع الحضري U20. لا يقتصر أهمية القمة لمجموعة 20 إنها عقدت بالمملكة فقط، ولكن انعقادها في ظروف الجائحة وفي ظروف اقتصادية استثنائية صعبة تعطي لاجتماعات القمة أهمية عالمية أكير.
إن للمجموعة أهمية خاصة لقيادتها اقتصادات العالم لثقلها الاقتصادي لأنها -كما ذكرنا- تمثل نحو ثلثي التجارة العالمية ونحو 80-90 % من الناتج العالمي. ولا شك أن سياسة المملكة المعتدلة له أثره على طريقة إدارتها وقيادتها للمجموعة، وهو دور ليس من السهل على أي دولة أن تقوم به.
وقد التزم وزراء مالية المجموعة ومحافظو البنوك المركزية على تمديد مبادرة تعليق خدمة الدين والتي تجمد بمقتضاها مدفوعات الديون الثنائية الرسمية، وهذا الالتزام له دور كبير ومهم بالذات بالنسبة للدول الفقيرة نظرًا لجائحة كورونا وأثرها السلبي على اقتصادات الدول كبيرها وصغيرها.
أبرز إنجازات سنة رئاسة المملكة:
أولاً: أجندة عالمية طموحة: تضمن سياسات اقتصادية واجتماعية مستدامة من أجل:
1) تمكين الإنسان.
2) حماية الكوكب.
3) تشكيل آفاق جديدة تحت هدف موحد وهو اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع.
حيث تم تطوير الاتفاق على أكثر من 80 مخرجًا وتبني أكثر من 20 بيانًا ختاميًا خلال سنة الرئاسة.
ثانياً: عقد قمة استثنائية: خلال أقل من أسبوعين من تصنيف وباء كورونا المستجد كجائحة عالمية، دعا خادم الحرمين الشريفين دول مجموعة الـ20 في شهر مارس 2020 للتصدي للجائحة ولاستعراض القوة والتضامن والتعاون الدولي، وتعد المملكة أول رئاسة للـ20 تقوم بعقد قمتين للقادة خلال سنة الرئاسة.
ثالثاً: التصدي لجائحة كورونا: عملت رئاسة المملكة على إعادة مواءمة أجندتها لمواجهة الجائحة العام، كما التزم القادة للقمة الاستثنائية باتخاذ إجراءات لحماية الأرواح وسبل العيش والاقتصاد وأهمها:
- تعهدت المجموعة في بداية الأزمة بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي لدعم تطوير لقاح للجائحة (ساهمت المملكة بـ500 مليون دولار أمريكي).
- إطلاق مبادرة تأجيل الديون من شأنها أن تسمح لـ73 دولة مؤهلة بإعادة تخصيص 14 مليار دولار أمريكي.
- الالتزام بضمان تدفق الإمدادات الطبية الحيوية والمنتجات الزراعية المهمة عبر الحدود.
أبرز إنجازات سنة رئاسة المملكة - باختصار:
- خفض الانبعاثات والكربون.
- الحفاظ على الأراضي والبحار للحد من تدهور الأراضي والبحث والتطوير للشعب المرجانية العالمية.
- مبادرة الرياض لتعزيز التعاون في إنفاذ القانون ومكافحة الفساد.
- مبادرة تأجيل الديون.
- تبني التقنيات الحديثة الجديدة للبنية التحتية لتحسين القرارات الاستثمارية.
- التصدي للجوائح المستقبلية بشكل مستدام على المدى الطويل.
- إتاحة وسائل اغتنام الفرص للجميع ومنها تمكين المرأة ودعم الشمول المالي وخارطة طريق شباب مجموعة الـ20.
- الحوار بشأن المياه وتطوير آلية للحوار ووضع خارطة طريق لأفضل التجارب والممارسات حول استخدام واستهلاك المياه.
باختصار:
- قال تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل: أي 53)، نعم الله علينا وعلى وطننا كثيرة ولا تحصى ولعل أهمها الأمن والاستقرار.
- نجاح المملكة في رئاسة مجموعة الـ20 ليس بمستغرب وليس جديداً، فالمملكة لديها تجارب ناجحة في إدارة الحشود والحج والعمرة وكذلك إدارة جائحة كورونا بامتياز.
- اقتصاد المملكة حقق نجاحاً في الأداء بين أكبر عشر اقتصادات وأصبح ترتيبه الثاني بعد الصين في ما يتعلق بانخفاض الانكماش بسبب الجائحة.
وفي الختام لابد من الإشادة بنجاح القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وتهنئتهم والوطن بهذا النجاح العالمي والذي يحسب للمملكة. ونسأله تعالى دوام التوفيق لقيادتنا لما فيه صالح البلاد والعباد.