مها محمد الشريف
استضافة المملكة لقمة قادة مجموعة العشرين عمل رصين ويأتي حسب جدول المجموعة، لكن هذا العام الذي توافق مع رئاسة المملكة للقمة يعد استثنائياً بتاريخنا المعاصر حيث ضربت جائحة كورونا الاقتصاد العالمي وأدخلته في ركود ضخم إلا أن المملكة استطاعت أن تنسق الجهود لدول المجموعة وتقدم المبادرات التي كان لها دور كبير في احتواء تداعيات هذه الأزمة، فما تحقق حتى تاريخنا الحالي من نجاح للمجموعة يعبر عن مكانة المملكة على الصعيد الدولي، وتحقيقاً للاستراتيجيات التي تستند إلى التفكير الطموح وبلوغ الأهداف في إطار هذه المرحلة الزمنية في سلسلة متصلة من النجاحات، وتفكر بشكل استباقي بالطرق المبتكرة والجديدة للعمل من أجل المكاسب المرجوة من كل المبادرات التي اتخذت القرارات الداعمة لها من كافة دول المجموعة.
ومن مقتضيات الالتزام تلك الضوابط التي أدركت انعكاسات جائحة كورونا كوفيد - 19 على الاقتصاد العالمي ومواصلة التقدم في قمة قادة مجموعة العشرين G2 ، والوعي بالمسؤولية رغم ضخامة الإنجازات المادية والفكرية التي يطلبها العصر الصناعي، والعمل الدؤوب هو أساس كل الغايات، وهذا ما تم تنفيذه في هذه القمة التي ترأستها السعودية وأحدثت أثراً ملحوظاً لأكبر20 اقتصاداً في العالم، وتوجيهه في ظل أوضاع الاقتصاد العالمي فيما قبل اجتياح تلك الجائحة التي انتشرت في العالم.
ولم تزل تبعاتها تتباين من بلد إلى آخر، إنها الأزمة الكبيرة التي تضرر منها العالم في أغلب المجالات، الأمر الذي يجعلنا نشيد ونثني على الدور الكبير الذي قامت به الحكومة الرشيدة في تقدير خطر هذه الجائحة، وقد تمكنت من إدراك جانب كبير فكانت الأهداف النبيلة مرآة لغايتها الإنسانية قبل أي شيء ارتكز عليه العالم في هذه المرحلة الأكثر صعوبة، وعلى يقين تام مما تريد من تلك الأهداف العامة التي تعمل على تمكين الشعوب من العيش الكريم والعمل والازدهار والمهارات اللازمة للنجاح، وتسخير الابتكارات لتشكيل آفاق جديدة لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني وتحقيق الفرص الملائمة على نحو استراتيجي.
فالمملكة بدأت رئاستها لاجتماعات المجموعة منذ ديسمبر الماضي، ومستمرة في ذلك حتى انعقاد قمة القادة في 21 - 22 نوفمبر 2020، ونظرًا للظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي جائحة كورونا استشعرت المملكة مسؤوليتها ودورها القيادي كرئيس للدورة الحالية، وجاءت القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة المجموعة في مارس الماضي لتنسيق وتوحيد الجهود العالمية لمكافحة الجائحة، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.
ولقد قال وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي إن المملكة تركز في استضافتها لمجموعة العشرين على العمل مع دول المجموعة لخدمة الشعوب ودعم الاقتصاد العالمي لاستعادة النمو والتعافي والتخفيف من تبعات جائحة كورونا للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وفعلياً فإن ما تم عمله هذا العام يعد إنجازاً تاريخياً حيث تم اعتماد ضخ 11 تريليون دولار لاستعادة النمو للاقتصاد العالمي وكذلك تم تأجيل الدفعات لخدمة ديون الدول الفقيرة لمساعدتها على النهوض من جديد وأيضاً تم اعتماد 21 مليار دولار لأبحاث اللقاحات وتوفيرها لكافة الدول كما طرحت مبادرات عديدة لتعزيز الفرص في سوق العمل وتمكين المرأة وفي حماية كوكب الأرض والاستعداد للتصدي لأي جوائح مستقبلاً والكثير من العمل لخدمة الاقتصاد العالمي.
إننا لنعثر في هذه الإنجازات على استمرارية تشكل رؤية شمولية للعالم تقوده بواسطة قوتها الاقتصادية وبواسطة أفكارها الإبداعية للعمل والسعي نحو حلول لهذه الأزمة، فقدت عقدت الاجتماعات وورش العمل تحت رئاسة المملكة ومجموعات التواصل، تحت ظل واقعنا الذي نعيشه ويحمل قدراً كبيراً من المسؤولية، نضيف إلى كل هذا تمييزاً مهماً الهدف منه السعي نحو عالم أفضل يمثل القوة الحقيقية للدولة من حيث الاستقرار والأمن الصحي والغذائي.