د.شامان حامد
على صيغة «نفسي نفسي»، انكفأت كل دولة على عالمها الداخلي، وانغمست صغارها في التسليم والاستسلام وطلب المعونة في مواجهة فيروس كورونا، يقابلها رغم حالة التيه والإحباط ما قدمته السعودية للعالم أجمعه بصيغة إنسانية، محورها التكاتف والتعاون والتآزر، بقالب يحمل شعار «الإنسانية أولاً وأخيرًا»، في ظل رئاستها لـ G 20؛ لتأتي بمبادرة تحريك المياه الراكدة في كل تلك الدول، التي دعتها لقمة عاجلة افتراضية بالرياض، هي الأولى في العالم، التي أُقيمت افتراضيًّا وعن بُعد بتقنية الذكاء الاصطناعي؛ لتعطي للعالم أجمع دروسًا في حقوق الإنسان وحق الحياة للجميع بلا تفرقة أو تمييز، وهو ما دللته البيانات الصحية؛ إذ حملت الأرقام تعداد المكان لا تعداد الجنسيات، بل سارعت بإرسال معونات طبية إلى الصين بؤرة تفشي المرض، وأمريكا، ودول أخرى، وكانت سفاراتها في الخارج حاضرة للدعم الطبي عاجلاً غير آجل؛ فالتأم الشمل العالمي بمحاور قيادية، وُضعت على طاولة الزعماء بشعار الشفافية، ولا للأنانية، أو «نفسي نفسي»، ووجوب تكاتف العالم بأسره لإنقاذ البشرية، عبر مسارات ثلاثة، تشمل (دعم الأبحاث الطبية لتوفير لقاح ودواء، ونهضة الهمم لإنقاذ الاقتصاد العالمي، وحرية عبور السلع (وخصوصًا الأدوية والمعدات الطبية)، فكانت رسالة السعودية للعالم واضحة، والخطوات جادة؛ لتخرج اجتماعات العشرين في ختامها بتوصيات هي الأهم، وحيوية للبشرية؛ لذا فمنتدى الأبحاث الطبية الـ 11 يعد ختامًا أو فصل نهاية للوباء، بل قُل الأوبئة وما يترصد للعالم في الخفاء؛ ليناقش هذا العام آخر المستجدات المتعلقة بلقاح فيروس كورونا المستجد، بحضور ممثلي الشركات المطورة والمنتجة لهذا اللقاح، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، وانعقاده عن بُعد بتنظيم من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، بالتعاون مع الأمانة السعودية لمجموعة العشرين، وحضور عدد من المتخصصين في هذا المجال من مؤسسات أكاديمية وبحثية عالمية عدة.
ويكلل تلك النجاحات وفق الجداول السنوية لمؤشر نيتشر لعام 2020 (Nature Index 2020 Annual Tables) تقدُّم السعودية على الدول العربية في حصة البحث العلمي، وهي الدولة الوحيدة إلى جانب الإمارات ومصر ضمن قائمة الـ50 العالمية، أي قوائم النجوم الصاعدة، لأكثر الدول حصة في الأبحاث العلمية، فكان ترتيبها الـ29 عالميًّا، وحافظت للعام الثالث على التوالي على مكانتها بين الدول صاحبة أكثر الإنجازات في البحث العلمي عالميًّا، وأكبر مساهم في حصة أبحاث الدول العربية، وثاني أكبر مساهم بين دول الشرق الأوسط وإفريقيا.