رمضان جريدي العنزي
العلاقات السعودية - الأمريكية علاقات ثنائية لها تميز وتفرد مغاير، فمنذ عام 1945 والعلاقات الثنائية بين البلدين قوية ومتينة وفي تنامٍ مطرد، رغم الاختلاف والتباين في بعض الأمور، وهذا الاختلاف صحي وسليم في العلاقات الدولية، ولاسيما أن الطرفين قطبان مهمان في ميزان الدول، 75 عاماً من الشراكة الاستراتيجية الواسعة والقوية التي رسم مستقبلها الملك المؤسس والرئيس الأمريكي روزفلت على متن البارجة الأمريكية يو أس أس كوينسي.
لقد مرت العلاقة خلالها بعدة منحنيات صعبة ومنعطفات خطيرة، لكن الجانبان تجاوزاها عبر تجديد الحياة في العلاقة التاريخية بينهما، وفي كل مرة تزداد هذه العلاقة متانة وقوة وصلابة، علاقة قوية جداً لدرجة مستمرة في نشر الخير والسلام للعالم أجمع، رغم أنف الناعقين والمبشرين بتفكك وتصدع هذه العلاقة المميزة، والذين يحاولون صنع الأزمات في كل وقت وحين.
إن الرابطة الاستراتيجية بين البلدين الكبيرين أكبر مما يقولون ويتوقعون ويهرفون من سيئ الاستنباط والتحليل والتهويل والتخريف، لقد صمدت هذه العلاقة بثبات في وجه العديد من التوترات والانقسامات في الرأي والرؤية، والتي جاءت لأفواه البعض البغيض طعم المرارة، وفي كل مرة تنهار توقعاتهم السيئة أمام صلابة العلاقة والمصير.. إن نواياهم السيئة كثيراً ما ترتد عليهم ندماً وحسرة، فالاحترام المتبادل والشراكة الرابحة والتعاون المشترك والحرص على السلام العالمي ميزة هاتين الدولتين على مر العقود، كما أن التحالف الدائم بينهما تجربة فريدة في عالم التحالفات، رغم تعرضها لبعض الهزات التي تؤثر على سيرها وهذه ظاهرة طبيعة في عالم العلاقات الدولية، لكن سرعان ما تعود أطرها الصحيحة في ظل المصالح المشتركة والأهداف الاستراتيجية التي لا تتوقف عند المراحل التي تمر بها، بل تتعداها إلى الجوهر الحقيقي لتلك العلاقة، ورغم اختلاف الفلسفة السياسية بين البلدين المهمين إلا أن العلاقة بينهما تظل مهمة وراقية ولها تفردها وتميزها.
إن المتتبع لما تنشره الأقلام المأجورة، والأصوات النائحة، والألسن المسمومة، والأنفس المحمومة، التي يسوؤها ويغيظها التناغم في المواقف بين البلدين في مختلف القضايا، يجد أن أصحاب التقارير المشوهة والمدسوسة والتي تناصب بلدنا العداء، لا يفتأون ضرب هذه العلاقة التاريخية بكل الطرق والسبل الخبيثة، إرضاء لتطلعاتهم المريضة، ومبتغياتهم السقيمة، فالنفخ والتضخيم في البهت والكذب ديدن هؤلاء وخصلة من خصال مشاريعهم العبثية التخريبية، ومحاولة لتشويه الحقيقة الناصعة، وفق أفكار مبتورة ليس لها أصل ولا أس ولا منبع، لكن سيبقى بلدنا الكبير ركناً أساسياً هاماً ومهماً في الثبات والحكمة والهدوء والبصيرة الثاقبة، وركيزة صلبة في التنمية والرخاء والسلام العالمي.