حمد بن عبدالله القاضي
لا يهم الإنسان بأي مكان بالمعمورة مثل وجود «سكن» له، وتوافر «وظيفة» يعيش منها.
وبوطننا كان هذان الأمران هاجسَي الحكومة وشاغلها لإدراكها بأولويتهما وضرورتهما.
* * *
«فالسكن» هو المظلة التي يعيش تحتها المواطن وأسرته ويحسُّون بالاستقرار، وتوافر المناخ الذي يجعلهم ينطلقون بالأرض يبتغون من فضل الله ويخدمون وطنهم وأسرهم.
«والوظيفة» هي المكوِّن المعادل للسكن، فبتوافر العمل للمواطن يتم له «الأمان» المعيشي بتهيئة متطلبات حياته وحياة أسرته أكانت أساسية أو كمالية، ويستطيع وقتها أن يعطي ويشارك في بناء وطنه وأمنه وأمانه.
* * *
الأمير محمد: منجزات لا أمنيات
وقد حظي هذان الأمران بتناولٍ وافٍ بحديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي شكر فيه أولاً قائد مسيرتنا بعد كلمته الشاملة بمجلس الشورى.
لقد تطرق ولي العهد إلى كل ما يهم أبناء الوطن داخلياً وخارجياً بحديث موثق بالأرقام والمعلومات التفاؤلية التي أشرقت بين ثنايا الحديث والتي بناها سموه على منجزات تحققت وليس على أمنيات تنتظر التحقيق، وفق رؤية المملكة وبرامجها التنفيذية وما تبذله الحكومة وما يشارك فيه المواطنون بإخلاصهم وعملهم أفراداً ومؤسسات.
لقد حمل حديث رائد الرؤية بُشريات كثيرة وكان من أهمها وعنوانها الأبرز: توفير السكن وتوفير الوظائف لأبناء الوطن.
* * *
توفير السكن
سأختزل الكتابة عن السكن بهذا المقطع المهم من حديث الأمير محمد المدعَّم بالأرقام وهو يغني عن كل حديث، حيث تم بناء برنامج الإسكان على منظومة من الخطوات والحوكمة، يقول سموه :
* «تراكمت التحديات حتى أصبح تملُّك المسكن أحد أبرز المشكلات الاجتماعية في السعودية، وأحد الهواجس الرئيسية للمواطن السعودي خلال العقدين الماضيين. وعند البدء في إعداد برنامج شامل لإصلاح الاقتصاد، التزمنا بوضوح في رؤية 2030 بأن نسعى لرفع نسبة تملّك المواطنين للمسكن بمقدار 5 في المئة خلال 4 سنوات، وكانت النسبة حينها 47 في المئة تقريباً، ما يعني الوصول إلى 52 في المئة في 2020م، النسبة التي تعدّ جيدة دولياً. لكننا اليوم وصلنا إلى 60 في المئة، متجاوزين الهدف بـ 8 في المئة، «و ليس لدي أدنى شك - إن شاء الله - بأننا سنتجاوز مستهدف 2030».
* * *
وبحمد الله وُفّق ملف الإسكان بقيادة وزير فاعل أ/ ماجد الحقيل وفريقه عبر السير في إنجاز تطلعات الحكومة ودعمها للملف الإسكاني وتحقيق طموحات أبناء الوطن بفضل الله.
* * *
توفير الوظائف
أما الوظائف فرغم كل العقبات وآخرها فايروس كورونا فقد تم بالوطن أكثر مما خطط له، وبما فاق نسبة تخفيض البطالة عديداً من الدول الصناعية الكبرى.. واقرؤوا هذا الجزء من حديث ولي العهد المرتكز على نسب دقيقة تحققت وليس على أماني:
* « خلال عام 2018م، بلغت نسبة البطالة 13 في المئة تقريباً. وبسبب رفع كفاءة الأجهزة الحكومية واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبرامج والمبادرات الحكومية الأخرى، رأينا نسبة البطالة تنخفض بشكلٍ متتالٍ إلى 11.8 في المئة في بداية عام 2020م. وسنكون في نهاية عام 2020م من أقل الدول المتأثرة بجائحة كورونا في مجموعة العشرين التي ارتفعت نسبة البطالة في بعضها إلى 15 في المئة و20 في المئة وأكثر».
لقد كان سموه مطمئناً بإشارته لنسب تدنِّي البطالة وتناقصها على ضوء ما تحقق والحمد لله.
* * *
ولا بد هنا من كلمة شكر لوزارة الموارد البشرية التي يقودها الآن معالي م/ أحمد الراجحي الذي استطاع بوقت قصير وبدعم القيادة ومتابعة ولي العهد وبالعمل مع زملائه بالوزارة وصندوق هدف وغيرها من الوصول إلى أكثر مما تم التخطيط له، فقد توافرت آلاف الوظائف وتقلَّصت أعداد البطالة والمستقبل القريب يشي بفيض من الآمال المبنية على الجهد والعطاء والبرامج التوظيفية الفاعلة، وبتعاون مقدَّر من القطاع الخاص وأصحابه الذين هم من رحم الوطن.
* * *
وبعد
بحول الله البُشريات تتوالى بهذه البلاد الغالية.