عثمان أبوبكر مالي
أدت الأنظمة الأخيرة التي فرضتها وزارة الرياضة على الأندية الرياضية بتطبيق (نظام الحوكمة) وإجراءاتها المالية والإدارية، إلى القفز بالعمل الإداري بشكل كبير ورفع نسق الأداء والجدية والمستوى العملي والتواجد (الحضور والغياب) وبالتالي الإنجاز والكفاءة العملية والإنتاجية في الأندية التي نفذت التعليمات وطبَّقت المعايير في المجالات المحددة والجوانب الخاصة بتطبيق الهيكلة الإدارية داخلها ومتابعة سير العمل في إداراتها (المالية والقانونية والفنية) وهذا وفق أعضاء مراقبين ومشاركين في الإشراف على البرنامج الإستراتيجي المميز و(موظفين) رسميين يعملون فيها في بعض الأندية.
أصبح المشجع الرياضي البسيط يستطيع الحكم على مستوى (العمل الحقيقي) في ناديه من خلال (النتائج الرسمية) التي تعلنها الوزارة والنقاط التي يحصل عليها ناديه، وليس من خلال (بربغندا) إعلامية أو (هياط) صحفي وتغريدات صداقة وانحياز مكشوفة وهاشتاقات التوجيه المرتبة، وذلك بعد أن أصبح العمل الإداري في الأندية خاضع لتقييم تقوم به لجنة متخصصة (لجنة الكفاءة المالية) والتي تتكون من أعضاء يمثِّلون مباشرة الجهات المعنية بتطبيق أنظمة (إستراتيجية دعم الأندية) مدعومين بالإدارة القانونية في وزارة الرياضة.
المجال بات متاحاً لكل ناد في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان في الحصول على (دعم إضافي) بموجب تقييم دوري وبعد زيارات ومتابعات مستمرة وتدقيق وفق معايير حددتها الحوكمة ترتبط بـ(الإستراتيجية والقيادة والهيكلة والإدارة المالية والتشغيلية ومسؤولية أصحاب المصالح والالتزام والتحكم والرقابة والمعايير والسلوكيات واللوائح الداخلية) وكل الدعم أصبح معروفاً ومعلناً.
ولعلنا نتطلع إلى أن تدخل الوزارة ضمن معايير دفعات الدعم الشهري (الاحتراف في كرة القدم) بحيث يكون له تدقيق خاص في الأندية بتطبيق برامج محددة عملياً خاصة باللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين، وبمعايير وضوابط يضعها خبراء اللعبة، فيكون هناك نظام (دوام للاحتراف) تصرف بموجبه (مستحقات) إضافية تساهم في تطوير مستوى اللاعبين السعوديين المحترفين (خاصة الشبان منهم) وتسهم في رفع مستوى الاحتراف فعلياً إلى (مهنة) حقيقية ببرامج ودوام ونتاج يواكب ما يصرف ويقدَّم للشباب الذين أصبح الاحتراف بالنسبة لهم ليس مجرد لعب وإنما مهنة ذات قيمة كبيرة.
كلام مشفر
* بكل شفافية كشفت وزارة الرياضة عن مبالغ التمويل وملخص الدعم الإستراتيجي لأندية دوري المحترفين ونوعية الدعم غير المشروط والدعم المخصص في كل مجال، واللافت فيها كثير، ومن ذلك الدعم الخاص بتمويل (الرياضات الأخرى) والتي بلغ مجموعها أكثر من 79 مليون ريال، وهذا مبلغ كبير من شأنه أن يحدث طفرة كبيرة غير مسبوقة في هذه الألعاب في المستقبل القريب، إذا صرفت عليها(!!)
* تطبيق (دوام الاحتراف) خطوة مهمة نادى بها من قبل خبراء كرويين ومدربين، من أجل الوصول إلى احتراف حقيقي، والموضوع يتلخّص في وضع دوام إلزامي يومياً، يتضمن برنامجاً مرتباً ومتابعاً ويدخل ضمن الجوانب الخاصة بتطبيق الإستراتيجية.
* يكون فيه أيضاً دعم إضافي بالاحتراف مبني على معايير محددة يتم وضعها من جهاز خاص على غرار لجنة (الكفاءة المالية) ويمكن إسناد دور عملي فيه من قبل اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
* الوقت أصبح متاحاً ومناسباً جداً للتطبيق الفعلي والإلزامي، ويتم التنفيذ بحضور يومي للاعبين إلى النادي، يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً، ويخصص برنامج يعده الجهاز الفني في كل ناد، فتكون هناك (مثلاً) تمارين صباحية يعقبها تناول طعام الإفطار لمدة ساعة ثم راحة حتى صلاة الظهر، يلي ذلك تمارين لياقة لمدة ساعتين (تشمل الصالة والمسبح) ثم يغادر اللاعبون إلى بيوتهم.
* أما في المساء فتكون العودة وفق (النظام الحالي)، ويكون ذلك دواماً ملزماً، لكل اللاعبين (المحترفين) والبرنامج يتغيَّر خلال الموسم وفق رؤية الجهاز الفني لكل ناد، ويشمل مجالات أخرى تتعلَّق باللاعبين عن الاحتراف والصحة والتحكيم والثقافة الرياضية وخلاف ذلك، فيما يبقى الدوام طوال الموسم.
* هذا الدوام يعني أيضاً بالضرورة أن يكون الإداريون في فرق كرة القدم (متفرغون) للعمل ويطبّق عليهم الحضور الإلزامي والجوانب الخاصة بالهيكلة الإدارية داخل النادي ويدخلون أيضاً ضمن تقييم (الكفاءة العملية والإنتاجية) المطبّقة حالياً، أسوة بغيرهم من (موظفي) الأندية.
* تحتاج المراكز الإعلامية إلى ثورة تقييم تتناسب أيضاً والتطور الذي تعيشه الأندية وتواكب الأعمال والخطوات التي تتم، لتكون (ذراعاً إعلامياً) حقيقياً يخدم النادي، ويتصدى قبل الآخرين لتغطية أخباره وكل أنشطته وألعابه، ولا يقتصر عملها ودورها على الرئيس وفريق كرة القدم فقط.