إبراهيم بن سعد الماجد
كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لخادم الحرمين الشريفين لقمة العشرين المنعقدة في أنطاليا عام 2015 م، وتعرفت من داخل كواليس القمة على الكثير من معطيات هذا التجمع المهم.
كما كنت سعيداً باهتمام وسائل الإعلام العالمية بوفد المملكة السياسي والإعلامي، وقد كان الحضور السعودي مشرفاً بشكل لافت، ومحط أنظار كافة وسائل الإعلام العالمية.
قمة G20 التي ترأسها المملكة في دورتها هذه، جاءت في ظروف مختلفة كلياً ولم تكن في الحسبان، مما ضاعف من مسؤولية المملكة في أن تمر هذه السنة ليس مرور الكرام كما يقال، وإنما كما هو طموح بلادنا، التي لا تقبل إلا أن تكون رائدة ومتميزة في إدارتها لأي مسؤولية تضطلع بها.
فقد اضطلعت بمسؤوليتها تجاه الجائحة وعقد قادة مجموعة G20 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قمة افتراضية عبر الإنترنت في 26 مارس من العام الجاري، وقال قادة مجموعة العشرين G20، إنهم ملتزمون بعمل كل ما يلزم للتغلب على جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدين في أعقاب الاجتماع الافتراضي، أنهم لن يدخروا جهدًا لحماية الأرواح والوظائف والحفاظ على الاستقرار المالي.
وتعهد زعماء المجموعة، خلال الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفراس، بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحد من الآثار الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.
وأعلنت دول مجموعة العشرين، لأكبر الاقتصادات في العالم، دعمها للإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها البنوك والهيئات المركزية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
الملك سلمان بن عبد العزيز، طالب قادة دول مجموعة العشرين، بتعزيز التعاون في تمويل الأبحاث للوصول إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد. وقال - حفظه الله - : يجب أن نتحمل مسؤولية تعزيز التعاون في تمويل البحث والتطوير في السعي لتحقيق لقاح مضاد لفيروس كورونا، وضمان توافر الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة.
وما أرى هذه الجهود البحثية الكبيرة التي أثمرت لقاحات عديدة في أكثر من دولة، إلا ثمرة هذا الجهد السعودي الذي كان حاضراً في المشهد العالمي منذ بداية هذه الجائحة.
كما دعا الملك سلمان إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمحاربة انتشار الفيروس، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم على خلفية جهود مكافحة انتشار الفيروس.
إن من جميل قدر مجموعة دول G20 أن جاءت هذه الجائحة والمملكة هي الدولة المستضيفة لها، حيث الشعور بالمسؤولية وبذل الغالي والنفيس هو ديدن بلادنا وقادتها، فلا يمكن أن يتحملوا مسؤولية قمة أو اجتماع مهما كان ولا يولونه العناية الفائقة والمتميزة، والشواهد على ذلك أكثر من أن تُذكر.