عبدالعزيز بن سعود المتعب
قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.
فالمطر من آياته الدالة على قدرته سبحانه وتعالى وقد ارتبط ارتباطا وثيقًا بحياة الناس منذ الأزل في حلّهم وترحالهم بحثاً عن الماء والكلأ، وفي زراعتهم، مما أوجد علاقه أزليه بينه وبين -الشعر الفصيح وصنوه الشعبي- منذ العصر الجاهلي إلى يومنا هذا من ذلك قول الشاعر امرئ القيس- أصاح ترى برقًا أريك وميضه- مرورًا بقول الشاعر محسن الهزاني -رحمه الله-:
بنوٍّ عريضٍ حالك اللون مظلم
منه الفرج يرُجى إلى شِيف طالع
وقد شبه كبار الشعراء بحسهم البلاغي الرفيع في قصائد المدح الأفذاذ الكرام بالمطر، يقول الشاعر عبدالرحمن العطاوي في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزّه-:
غيثٍ من الوسمي شمل كل الأوطان
يغد السنين أطناف وأنهار وعيون
وإمتد المطر إلى كل أغراض الشعر الشعبي بما فيها شعر الغزل الرقيق كقول الشاعر سليمان بن شريم -رحمه الله-:
ريحه مثل ريح النفل في شعيبه
في خايعٍ علّه من الوسم تشعيب
(ممطورٍ) أمس وممسيٍ ما وطي به
واليوم شمس وفاح طيبٍ على طيب
ويقول الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن:
قلت (المطر) قالت من اليوم ديمه
ما به رعد لابرق ما غير هتّان
عشقٍ جمع ما بين قاعٍ وغيمه
سيّل على صدر الثرى دمع الأحزان