عبدالعزيز السماري
اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد لأول مرة منذ الإعلان عن إعلان فوز جو بايدن رئيسًا، اعترف بفوز خصمه لكنه ربط الأمر بالتزوير. وقال الرئيس ترامب عبر تغريدة على حسابه في «تويتر»: لقد فاز بايدن لأن الانتخاب كانت مزورة، وهي نقطة تحول في تاريخ الانتخابات الأمريكية، وقد تعني اختلال موازين السلام الاجتماعي في الولايات المتحدة.
حذر الرئيس السابق باراك أوباما من أن رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 كان «مسارًا خطيرًا» و»نزع شرعية» الديمقراطية في أمريكا، وقال أوباما لسكوت بيلي من شبكة سي بي إس في مقابلة نُشرت يوم الخميس: «إنها خطوة أخرى لنزع الشرعية ليس فقط عن إدارة بايدن القادمة، ولكن من المسار الديموقراطي.
لكن ترامب وحلفاءه واصلوا الطعن في النتائج في المحكمة، وأصروا على أن التزوير على نطاق واسع والمخالفات الأخرى كانت مسؤولة عن هزيمته الانتخابية. لكن مسؤولي الانتخابات من كلا الحزبين أكدوا علناً أنه لم تكن هناك مخالفات جماعية. وحتى إذا حقق الرئيس بعض الانتصارات القانونية، فإن الهوامش الواسعة في الولايات المتأرجحة الرئيسة لن تكفي لفوز ترامب.
كانت التغريدة الأخيرة للرئيس ترامب عندما اتهم الرئيس المنتخب أنه ضد المسيحية والكنسية البيضاء خطيرة، فقد أدخلت العامل الديني لأول مرة في الانتخابات، ويُذكر أن آخر رئيس كاثولويكي قد قُتل قبل ستين عاماً، والجديد في الوضع الأمريكي الحالي هو انقسام واضح بين الشركات الكبرى والإعلام والقوى الليبرالية، وبين القوة المسيحية البيضاء، وقد تؤدي إلى وضع أخطر إذا سُمح لها أن تتمادى، وقد يتكرر مشهد كنيدي الأخير.
ربما هي نقطة تحول للدولة العظمى، ويبدو أن التكهنات عن أفولها قد تصدق، فالانقسام خطير، وقد تتحول إلى ولايات غير متحدة، وقد تزداد الفوضى من قبل أنصار أمريكا البيضاء، وتحدث الفوَضى في أقوى دولة في العالم، ويبدو أن العدوى انتقلت إلى أمريكا من أوروبا، عدوى المحافظة على السلطة من قبل القوى التقليدية، التي قامت على أساطير دينية.
الحدة التي يتحدث من خلالها الرئيس ترامب ليس فيها تراجع، مما يعني أن الشهرين القادمين في غاية الصعوبة على تاريخ أمريكا الحديث، وقد نشهد مظاهرات وعنف إذا استمر التشكيك في شرعية ونزاهة الانتخابات، لكن في نهاية الأمر هناك في ما وراء الصورة ما يجعل من الرئيس ترامب شخصية غير مرغوب فيها من قبل بعض القوى في الولايات المتحدة، ولا بد أن يرحل لما يشكله من خطر على الديموقراطية الأمريكية الغربية.