د.شريف بن محمد الأتربي
كلما أهلَّ علينا وجه السعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله - متحدثاً عبر وسائل الإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية تتهافت القلوب قبل الآذان والعيون لسماعه ورؤيته، فهو حاكم من طراز فريد استطاع أن يزرع وينمي في نفس الوقت حب الوطن بكل أطيافه وفئاته له، حتى أصبحنا نسمع عن جيل محمد بن سلمان، ذلك الجيل الذي سيقود - بإذن الله - مسيرة البلاد لعشرات السنوات القادمة، متسلحاً بالعلم والمعرفة والثقافة التي قلما يحصل عليها جيل آخر.
ولم يكتفِ أبو سلمان بزرع محبته في قلوب أبناء الوطن فقط؛ ولكنها امتدت لتشمل شعوباً أخرى تمنت أن يحكمها مثيل أبو سلمان؛ لتتمكن من العيش والحياة وكلها أمل في غد مشرق ومستقبل واعد مبني على تخطيط ورؤية واضحة ومحددة ولها معايير قابلة للقياس والحكم عليها.
والمتفحص لخطاب ابن سلمان الأخير شكراً لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - خلال كلمته في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى؛ يجده خطاباً شاملاً لجميع جوانب الحياة في المملكة، يلخص خطة عمل دؤوب يقودها أمير محبوب من أبناء وطنه ومن العالم أجمع.
لقد لخص أبو سلمان - يحفظه الله - جهد عمل 1460 يوماً، واصل فيها العمل ليلاً ونهاراً ليحقق للوطن ما وعد به، وقد أوفى. عمل لا تخاذل فيه ولا مهادنة، فهو يعيد بناء وطن أنهكته الأفكار الضالة والمضللة التي عطلت قاطرة النمو لعشرات السنوات بداعي الخوف على المجتمع، ورغبة في الحفاظ عليه من المجهول لنا، المعلوم لهم هم فقط.
لقد كان الطريق شاقاً ومحفوفاً بالمخاطر التي هونتها محبة أبناء الوطن وصبرهم من أجل غد أفضل، من أجل القضاء على التطرف «أبو الإرهاب» ومموله، من أجل بناء مجتمع يجمع بين جنباته كافة مقومات الحياة التي يحتاجها أبناؤه، من سياحة، وترفيه ورياضة.
ففي قطاع السياحة مثلاً تمت إعادة هيكلة القطاع ورفع نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ 3.6 في المئة في 2018، مما أسهم في توفير قطاعات عمل جديدة ساهمت في توظيف مئات الآلاف من السعوديين والسعوديات.
وفي الرياضة، ارتفعت نسبة الممارسين للرياضة من 13 في المئة في 2015 إلى 19 في المئة في عام 2019. ونمت مساهمة القطاع في الناتج المحلي من 2.4 مليار ريال في 2016 إلى 6.5 مليار في 2018 بزيادة تقدر بحوالي 170 في المئة خلال عامين فقط. كما تم تطوير كافة الاتحادات الرياضية واستحداث اتحادات جديدة لتسهم في تطوير وتأهيل أبناء وبنات المجتمع لكافة المنافسات العالمية والإقليمية بما يتفق مع المستويات الدولية لهذه المنافسات.
وفي الثقافة، أنشئت 11 هيئة تعمل بشكل قوي على تنمية كافة القطاعات الثقافية؛ مما كان له أثر كبير جداً على خلق الوظائف وتنمية الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، وجعل وطننا أكثر قدرة على استقطاب الكفاءات العالمية والسياح.
وفي الخدمات التي تقدم للمواطن، تم التوجه نحو التحول الرقمي لهذه الخدمات ضمن إطار رقمنة الأعمال؛ سواء على مستوى وزارة الداخلية، أو العدل، أو الخارجية... وغيرها من الوزارات.
ولعل الملف الأبرز في كل هذه الإنجازات؛ ملف المرأة التي - وخلال 4 سنوات فقط - خرجت من توصيفها ككائن للاستمتاع، إلى شريك فاعل وأساسي في تقدم ورقي المجتمع، إلى جانب حصولها على كافة حقوقها الاجتماعية والقانونية؛ حتى تضاعفت نسبة مشاركتها في سوق العمل من 17 في المئة إلى 31 في المئة».
إن هذه الإنجازات العديدة التي تفضل سموه بعرضها أمام أبناء وبنات المجتمع يجب أن تكون نصب أعيننا جميعا وأن نفكر في كل خطوة نخطوها وأثرها على المجتمع؛ فنحن لا نعيش في جزر منفصلة وإنما نعيش على أرض وطن واحد يجمعنا دين واحد ولغة واحدة وموروث واحد، وكل خطأ حتى ولو كان فردياً يكون مردوده على المجتمع ككل وليس على فاعله فقط.
سر على بركة الله أبو سلمان فنحن جنودٌ لكم ونفخر دائماً بكوننا أبناء لهذا الوطن المعطاء.