المحليات - «الجزيرة»:
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن عملية التربية والتعليم بمثابة الحصن الذي تنبغي حمايته من مظاهر التعصب والازدراء ورفض الاختلاف الفكري الطبيعي البناء، ولذلك يجب أن تسود في مؤسسات التعليم ثقافة التسامح والاحترام والحوار والتعاون والقبول بالاختلاف المحمود، مشيرا إلى أن المؤسسة التعليمية فضاء لبناء الوعي الوطني والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأطفال والشباب، وينبغي أن تكون السماحة والتسامح قيمة تربوية يتعلمونها يوميا ليصبحوا مواطنين صالحين ومنفتحين على ما من شأنه أن يكون مصدر غنى لهم ولمجتمعاتهم.
جاء ذلك في كلمته خلال اللقاء الثالث من ملتقى حوارات المملكة الذي عقده مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، عبر تقنية التصوير المرئي اليوم الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، تحت شعار (نتحاور لنتسامح)، وشارك فيه عدد من الوزراء وقادة الفكر ومديري مراكز الأبحاث والخبراء.
وأوضح الدكتور المالك أن تعليم التسامح في المؤسسات التربوية يعني التركيز على نبذ التمييز بين المتعلمين، ومثل هذا التلاقح اليومي على قاعدة الاحترام المتبادل سيكون له أثر إيجابي وإغناء للهوية الوطنية، وثقافة التسامح تعني كذلك أننا نبني ذاكرة إنسانية مشتركة للمستقبل، عبر الاهتمام بالتراث على اختلاف مصادره ودوائره الحضارية المتعاقبة، وفي دول العالم الإسلامي تراث إنساني متنوع ينتمي لملل وأدوار حضارية قديمة وهو يشكل جزءا من هويتنا وموروثنا وثروتنا الحضارية، كما يشكل قوة ناعمة على المستوى الدولي.
وقال: إن المجتمعات الإنسانية تمر اليوم بمرحلة غير مسبوقة من اقتسام المعارف، واضطراد الاتصال المستمر لمعرفة ما يجري في كل نقطة على وجه الأرض. إننا نعيش جنبا إلى جنب بلا انعزال عن بعضنا بعضا، فلم يعد التلاقي والتلاقح اليومي اختيارا، بل سنة كونية واجبة يحسن التعامل معها برشد وعقلانية وبعد نظر.
وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المنظمة، في إطار رؤيتها الجديدة، أصدرت وثيقة دولية لترسيخ قواعد التضامن والتسامح بعنوان: «إعلان الإيسيسكو للتضامن الأخلاقي»، وهي وثيقة فريدة من نوعها حصلت على إجماع كل القيادات والمؤسسات الدينية العالمية، في موضوع على قدر كبير من الأهمية هو موضوع التضامن الأخلاقي في مواجهة الأزمات، وينطلق الإعلان من مرتكزين رئيسيينِ: أولا: ضرورة الأخلاق العالميةِ، ثانيا: ضرورة حفظ الكرامة الإنسانية.
ونوه بأن الإيسيسكو أطلقت مع شركائها برنامج عمل جديدا موجها إلى المؤسسات التعليمية الجامعية والبحثية في موضوع التحصين الفكري والتمنيع الذاتي من خطاب التطرف، وتم الشروع في إعداد أول دليل في تفكيك ذلكم الخطاب، وإعداد أول موسوعة على المستوى العالمي في هذا المجال، موجها الدعوة إلى التعاون مع الإيسيسكو بالانضمام إلى هذه المشاريع الحضارية النافعة.