عثمان بن حمد أباالخيل
نظلم الورد حين يُجمع في باقة جميلة. الورد يتنافر ويسخر من بعضه البعض. للورد معانٍ وقصص وحكايات.. وهناك من يهدي الورد لمعنى في نفسه، لكن معناه حين يصل للطرف الآخر غير الذي ينشده. فلا تظلموا الورد وتظلموا معه من يشم رائحته. هل من المعقول أن تمزج النقاء مع البراءة والغيرة والحزن والصمت والغرور والرومانسية. وما أجمل وجود الورد الذي يدل على الاحترام والتقدير والحب في بيوتنا. ولعله يلطف الجفاف العاطفي الذي أصاب كثيرًا من البيوت. أقتبس (كانت الوردة تظن أن الناس أرق وأرأف المخلوقات، وقبل أن تكمل هذا الظن قُطفت) عبده خال.
لمن لا يعلم، اعلم أن للورد معاني، ومنها اللون الأزرق لون الحنان، والأبيض النقاء، والوردي النعومة، واللون الأحمر العاطفة، واللون الوردي الزهري رقة ونعومة، والورد البنفسجي صوت الحب الصامت، والورد الأسود رمز الحزن، ووردة التيوليب الحمراء معنى الرومانسية، ووردة الأقحوان إخلاص وبساطة، ووردة القرنفل نقاء وحب عميق، ووردة جاردينيا كرم وسعادة، والورد الأصفر صوت الغيرة والحسد.
للورد شوك حقًّا، تحت الورد شوك أو فوق الشوك ورد؛ فلا تقطفوا الورد، وإن قُطف فزينوا به يومكم وعالمكم، واصنعوا منه ما يحفز للدماغ؛ لأن استنشاقه يؤثر على المراكز الحسية المتحكمة بالعاطفة، كما يساعد في زيادة إفراز هرمون السعادة؛ ما يعطي الشعور بالراحة والاسترخاء. لكن حين تراه في الحلم فاسأل؛ فلكل لون معني جميل ومعنى آخر غير جميل.
تناغم ألوان الورد، وعدم التباعد فيما بينها في الباقة الواحدة، دليلٌ على معرفة المعاني؛ فليس من المعقول أن تجمع بين اللون الأبيض لون النقاء واللون الأصفر لون الغيرة. عالم الألوان ينطبق على عالم اختيار ألوان البيت الداخلي؛ إذ إنها تلعب أدوارًا أكثر عمقًا ودلالة، وخصوصًا فيما يتعلق بالحالة النفسية والمزاجية والصحية. هذا التأثير على النفسية ليس مدركًا عند بعض الناس. التناغم بين ألوان الورد وألوان البيت تناغم قوي. وتقارب اللون البرتقالي من الألوان التي تمتلك سحرًا، وله أثر إيجابي في النفس والروح؛ إذ إن اللون البرتقالي هو من الألوان المبهجة التي تتناسب مع ألوان الطبيعة المبهجة من ورود وأشجار.
نصيحة متواضعة، لكنّ لها أثرًا طيبًا على النفس والمشاعر: اختاروا ألوان ورد الباقة التي تعبّر عن مشاعركم، وحسب الموقف، ولا تخلطوا بين الألوان كما تريدون. أما ألوان بيوتنا من الداخل فهي عالم واسع من القواعد النفسية والمشاعر والإحساس بالراحة والأمان.
من السهل تزيين باقة ورد بألوان كما نحبها، وليس كما هو الواقع، ونقدمها في غير مناسبتها. إنها دعوة للجميع: باقة ورد لكل مناسبة، وليس باقة ورد لكل المناسبات.
أقتبس: (العطر يبقى دائمًا في اليد التي تعطي الورد)؛ فقدموا الورد الذي يبقى زمنًا في الذاكرة، وليس الورد الذي تمحو رائحته غروب أو شروق ذلك اليوم.
من أقوالي: (ما زلت أشم عطر تلك الوردة).