خالد بن عبدالكريم الجاسر
في الأزمات العظمى يظهر القائد العظيم، في مواقف جمة، تشهد له، تقرأها بين سطور حياته المونقة، وتسمعها بخطاب الطمأنة لعالمه الإنساني والوطني، قائد يجمع بين الهيبة الملكية والقوة القيادية، والإنسانية الفطرية للجميع، ولا غير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحزمه وعزمه، حزم على قهر الصعاب، وعزم على مواصلة الحياة الكريمة، التي رسمتها رؤية المملكة 2030 برعايته ورعاية ولي عهده الفتي الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاهما الله- جامعين مفاصل الدولة الرشيدة بجميع أجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، لخير وطن رعاه المؤسس ومن بعده الملوك الكرام – رحمة الله عليهم- ليكون حُكم الملك سلمان نهجاً أضاف لمسيرتهم ما لا تستطيع الأقلام تسطيرها، وأضافها -أطال الله في عمره- بخطابه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى (عبر الاتصال المرئي)..
مُستعرضاً تجارب المملكة بإدارتها نموذجاً عالمياً رائداً يُحتذى ويُدرّس، لقدرتها على قيادة الدفة العالمية في ظروف استثنائية، عبر رئاستها مجموعة العشرين، ووضع خطط وحلول عاجلة للأزمات الكارثية التي طالت وعزلت وأسقطت اقتصاديات عالمية في ظل وباء طارئ.. قائلاً -سلمه الله-: «منذ أن وحد جلالة الملك عبدالعزيز المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار».
يقول (هنري فايول) عالم الإدارة الشهير «إن جوهر الإدارة هو قوة التنبؤ بالأشياء قبل حدوثها»، ولا خلاف أنّ الدول والحكومات تُختبر مدى قوتها في إدارة الأزمات والكوارث، والسعودية العظمى بخبرتها الممتدة اقامة الركن الخامس في الإسلام بمواسم الحج والعمرة وإدارة الحشود التي واجهتها بكل طاقاتها الوطنية، وهو ما لمسناه في الخطاب الشُورِيّ، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، محددا خادم الحرمين الشريفين ملامح السياسات الخارجية والداخلية.
لذلك كان تأثير الكلمة التي صدح بها الملك سلمان عظيماً في نفوس أبنائه من المواطنين والمقيمين بتخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، عبر مبادرات حكومية للقطاع الخاص، شملت أكثر من 218 مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ 47 مليار ريال. ودعم الاقتصاد ككل خاصة النفطي واستقرار إمدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، فقد صارت المملكة الأكثر تقدمًا وإصلاحًا من بين 190 دولة، وفق تقارير البنك الدولي، فهي الأولى خليجيًا والثانية عربيًا، بتقرير البنك الدولي: «المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2020».
ولأن السياسات الخارجية عميقة مع المملكة، فقد حذر الملك سلمان العالم من خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وتدخلاتها في شؤون الدول العربية، ودعمها للإرهاب والتطرف وتأجيج الطائفية، وتهديد السلم والأمن، حتى باليمن التي لم تسلم من أيدي ميليشياتها الحوثية، وحرص السعودية ذودها عن جارتها اليمنية، مثلما لم تنس القضية الفلسطينية حتى إحلال السلام في الشرق الأوسط وصولاً إلى اتفاق عادل ودائم»، غير غافل -أيده لله- أشقاءه في ليبيا والسودان وكافة الأقطار العربية والإسلامية، لذا كان تأثير الكلمة الأبوية عظيماً حتى إن صداها لم يتوقف عند حدود الوطن بل تعداها إلى آفاق الإعلام، بمضامين ودلالات تعكس مدى قدرة وقوة المملكة وكفاءة مؤسساتها وأجهزتها وعزيمتها وقت الأزمات التي تصنع الرجال، والقادة الاستثنائيين، فحفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله.