عبده الأسمري
نقش اسمه على جدار «الأثر».. موظفاً «الصرامة» كسلوك «جذب» ومحولاً «الشهامة» إلى أسلوب «حياة».. ومن «الشعر» إلى «النقد» جمع «غنائم» الأدب وأستأثر بـ»مغانم» الحب.. متخذاً من ذاته «مكاناً» قصياً يلوذ به حين الاختلاف.. ومن وجدانه «ركناً» شديداً يفر إليه وسط الائتلاف.. فكان «فاعل» القصائد الذي سير «التفعيلة» إلى «فاعلية» كانت «بحراً» للتجديد و»جبراً» للتسديد..
إنه الأديب والمذيع المعروف عبدالله الزيد رحمه الله أحد أبرز الشعراء والمذيعين والأدباء في السعودية والخليج.
بوجه نجدي جدي عريض الوجنتين ممتلئ بالجد ومسكون بالود وملامح مألوفة تتقاطر منها «السكينة» وتتسطر فيها «الطمأنينة» وتقاسيم يسكنها «الصمت» ويحفها «الإنصات» وعينان واسعتان وأناقة وطنية «بيضاء» ورشاقة «لفظية» عصماء.. وصوت جهوري ينطلق من حنجرة ذهبية تتوارد منها «عبارات» الأعلام وتتحاذى فيها «اعتبارات» المهام.. ولغة شعرية جوهرية «النصوص» وخافية «الطقوس تكاد ترى بالبصر» مع مفردات تجمع «الجزالة» و»الأصالة» في تجارب «المشاعر» ومشارب «الشعور» وشخصية «فريدة» وإنسانية «مذهلة» قضى الزيد من عمره «عقود» وهو يرتب مواعيد «الإبداع» على أسوار «القصائد» وينشد أمنيات «الأتساع» في أغوار الشدائد.
في قريته الصغيرة «الداهنة» ولد وكان قدومه «بشرى» وجدانية سطعت في ليالي نجد, وانطلقت صيحات «الفرح» وسط أسرة متدينة ترى قدوم «المولود» فرحاً استثنائياً وملمحاً إيمانياً.. فنشأ بين أب كريم غرس في قلبه بذور «الصلاح» وأم صبورة أوجدت في نفسه «أصول» الكفاح..
ركض الزيد طفلاً يراقب المغادرين من شقراء بقوافل «العيش» ويرتقب المكرمين من المجمعة في محافل «التعلم».. وتشربت روحه صغيراً الأجواء القروية المفعمة بالتكافل والمطعمة بالتواصل جائلاً بين الفيافي والهضاب يرعى «غنم» أسرته ويراعي «همم» مهارته.. منصتاً لراديو والده «العتيق» قابضاً على أًصوات «المذيعين» في أفق الأثير. فتأثر بالمهنة باكراً حيث تحفز نهاراً لحظوة «التربية» في علوم دينية غمرت قلبه بالروحانية واستسلم ليلاً لسطوة «الموهبة» في بروفات طفولية ملأت عقله بالدافعية موزعاً «أحلامه» الباكرة بين أيادي والديه متأبطاً كراسته الصغيرة التي كتب فيها آماله رغماً عن محطات العمر.. فتأثر باقتدار حسين نجار ولكنة عوني كنانة وأعجب بفصاحة محمد كامل خطاب وحصافة عبدالرحمن يغمور فكبر وفي يمناه «قبضة «التحدي وفي يسراه «إشارة «الانتصار.
تجرع «الحزن» باكراً بوفاة والده وشقيقيه ومواجع فراق مختلفة فاتجه إلى تراجيديا «الكتابة الشعرية» سائراً بين يقين «النعي» وأنين «النفي» سابحاً في بحور «الشعر» بمجداف المشاعر.. مبحراً في شعور «الصبر» بإنصاف النتائج. أنهي تعليمه العام ثم اتجه للرياض وحصل على بكالوريوس اللغة العربية عام 1394 وعمل مذيعاً لفترة في الإذاعة والتلفزيون وفي الإشراف التحريري والثقافي بوزارة الإعلام اهتم بالنقد التطبيقي والمقالات الثقافية التي نشرت له في عدة صحف ومجلات.
أحيا عدداً من الأمسيات الثقافية وشارك في تقديم عدة برامج وأمسيات ومهرجانات وألف أكثر من عشرة دواوين ومجموعتين لأعماله. وتم تكريمه بحصوله على جائزة محمد حسن عواد للإبداع وكرمه نادي الرياض الأدبي.
برع في تقديم نشرات الأخبار حيث كانت له هوية «خاصة» تنطلق من كاريزما «فاخرة» تعتمد على التوجيه اللغوي والإرشاد اللفظي في منظومة «طلة» زاهية جمعت «عذوبة الصوت» و»أعجوبة الصدى»
وفي الشعر امتطى «صهوة» التنوع ولاح بسيف «التفرد» حاشداً كتائب «المفردات» لتنتصر على «التقليد» وتختصر «التجديد» في موسيقى شعرية «ماتعة» تراقصت فيها «موجات» القصائد» بين مد «اللغة» وجزر «القوافي» مطلقاً عنان «الحرية» في حداثة «مجازة» وعراقة «جائزة» فجمع الأزمنة متجاورة في نظم «الأبيات» ونظام «الثبات» مرغماً شوارد «المطلوب للخضوع أمام موارد «المأمول «هدفاً ومعنى وفكراً فاستقامت «الدواوين» سامقة على أرضية التنافس معلنا الارتجال عن «التكرار» والارتحال إلى الابتكار.
انتقل إلى رحمة الله إثر سكته قلبية في الثامن عشر من أكتوبر 2020 وانعكست موجات الأحزان بارتداد مهيب على أحبابه وأصدقائه ومعارفه وكل من سمع أو قرأ عنه حيث سبقت سيرته خبر وفاته وعقبت مآثره حدث رحيله.. تاركاً الدعوات دائمة في حيز «الاستذكار» والمنافع مستديمة في متن «الإنتاج»..
اتصف عبدالله الزيد بسجايا النبل فأبقى عطايا «الفضل» في متون «السيرة» وفنون «المسيرة» التي تجللت بالنقاء الإنساني وتكللت بالارتقاء الثقافي والوفاء الأدبي.