د.عبدالعزيز الجار الله
المتتبع للوضع العام في المنطقة العربية، يدرك أن المنطقة العربية تعرضت لخطط واسعة وعميقة من دول غربية كبرى، ودولة إيران وقطر وتركيا وضعت العرب تحت أجندة حرب، وظهرت قمة الخطط في عام 2010م ثورات الربيع في : تونس ومصر وليبيا واليمن، وتلتها سورية ولبنان، وسبقت ثورات الربيع احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، وهي مقدمة للربيع العربي، فقد لعبت إيران الدور الرئيس منذ عام 1979م بعد مجيء الثورة الإيرانية، ولم تكن السعودية بعيدة عن هذا الخطر.
وقد أشار ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان إلى هذه المخاطر في عدة لقاءات، كان آخرها حديثه عن كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله - في مجلس الشورى خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، فقد أوضح ولي العهد في أكثر من مناسبة مخططات هذه الدول والمنظمات الإرهابية التي زرعت في مفاصل الدولة من أجل إضعافها، وتدمير اقتصادها لتكون هشة وجاهزة لعبث المترصدين؛ لجر بلادنا إلى مشكلات صعبة تلتقي بأهداف إيران وتركيا وقطر وبعض الدول الغربية.
كانت يقظة الملك سلمان وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان والعديد من المخلصين من القيادات سبباً في إفشال خطط هذه الدول التي صرفت الأموال والوقت الطويل؛ للنيل من السعودية ومصر ودول الخليج العربي وتصفية الشرق العربي قبل انكشاف أمرهم وتعريتهم تماماً.
كل يوم يمر على العرب تنكشف أوراق جديدة وتظهر على سطح الطاولة، ويتعرف العرب على حقيقة جديدة، وتنفضح الدول التي عملت في الخفاء والظلام وصرفوا الأموال من أجل تحويل الشرق العربي إلى تقسيمات ودويلات وجغرافيا جديدة، وكانت دول التآمر تعمل وفق أجندة لعقود طويلة حتى تم إجهاضها وإفشالها مع تولي الملك سلمان الحكم والأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، حيث تصدت القيادة السعودية لهذا المخطط الإجرامي الذي نشهد أحد فصوله مع لاعبيه وجهود الدول المساندة.
يتطلب منا في هذه المرحلة أن نكون أكثر يقظة وفطنة للخطط القادمة تحت غطاء منظمات عالمية إجرائية، وأخرى إرهابية تتلون تحت غطاء وهمي تحاول تمريره عبر نواحٍ ظاهرها حقوقي وداخلها مبطن، واتفاقات دولية مقيدة.