أحمد بن عبدالرحمن الجبير
خطاب مفصلي، وهام في توقيته، ووضوح أهدافه، فقد ركز خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في افتتاح الدورة الثامنة لمجلس الشورى على عاملين مهمين الأول الاهتمام بالإنسان السعودي، والثاني دعم التنمية الاقتصادية في ظل انطلاق مبادرات، وبرامج الرؤية السعودية 2030م، وخطة الهيكلة الإدارية، والتحول الاقتصادي 2020م.
وعليه يعد خطاب الملك سلمان -أعزه الله- خارطة طريق، ووثيقة مهمة للتركيز على الشأن الداخلي، وتوجيه لمجلس الشورى لصياغة القوانين، والأنظمة والتشريعات، وخدمة المواطن، ودعم الاقتصاد الوطني، ومعالجة الهموم الداخلية والخارجية، فالسياسة الخارجية القوية تبنى على سياسة داخلية رشيدة، وتنمية اقتصادية عصرية وراسخة.
فالمملكة وضعت نصب أعينها الانطلاقة الاقتصادية الوطنية وفقاً لتصورات إستراتيجية حديثة سيكون لها الأثر الإيجابي على الوطن، والمواطن حيث إن الخطاب الملكي كان شاملاً، ووافياً ودعماً للجوانب التنموية، والاقتصادية والاجتماعية، والصحية في ظل مبادرة إصلاحية عظيمة يقودها بكل اقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
وركز خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية على أزمة كورونا، وعلى أهمية صحة، وسلامة المواطن والمقيم، وشملت العناية الصحية مخالفي الإقامة، فالتوجيهات الملكية الكريمة طبقت بكل عناية، واتخذت لها جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وتجاوز تداعياته بنجاح وعكس بعض الدول التي لم تهتم بصحة، وسلامة مواطنيها.
ولم يفت الملك سلمان –أعزه الله- عن شكر المواطنين والمواطنات، والمقيمين والمقيمات، وأجهزة الدولة الصحية والأمنية، وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وكافة العاملين في القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص على جهودهم لمواجهة جائحة كورونا، وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات، ودعا الجميع للتكاتف لمواجهة الأزمة.
وقال الملك سلمان -أيده الله- نحن نتطلع الى قمة مجموعة العشرين، والتي ستعقد في الرياض 21 نوفمبر إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون العالمي، ومستقبل الإنسان، والعمل على استقرار أسعار النفط العالمية، واستدامة إمداداته بما يخدم المنتجين، والمستهلكين على الرغم من جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق النفط.
وأكد الملك سلمان -أعزه الله- على محاربة الفساد، ورفع مستوى الشفافية، والتحول التقني، والرقمي والإلكتروني، والذكاء الاصطناعي لخدمة المشاريع التنموية، وخلق مجالات اقتصادية جديدة لأبناء وبنات الوطن، وبناء الإنسان السعودي، وإقامة العدل، والحفاظ على الأمن والاستقرار، والعناية بالحرمين الشريفين، ومواصلة مسيرة التنمية.
ودعا خادم الحرمين الشريفين ضمن نظرة حكيمة للأمن العربي بتعزيز التعاون مع جميع الدول العربية، والإسلامية، والدول المحبة للسلام، ودعم قضاياهم، وخاصة القضية الفلسطينية، وإعادة العراق للحضن العربي، ونبذ الغلو، والتطرف والإرهاب، فكان الخطاب الملكي الكريم شاملاً، ومحدد الأهداف، والبرامج والغايات.
لقد سطر ملك الحزم، والعزم الملك سلمان -حفظه الله- خطابه للمجلس بأسمى معاني الإخلاص لله، وللوطن والمواطن، وأشعرنا بالمسؤولية، وحب الوطن، وكان الخطاب السامي دليل عمل للمسؤول، وخارطة طريق لمستقبل مجلس الشورى، فحفظ الله لنا الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأدام الله علينا، وعلى مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار.
** **
مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية