إيمان حمود الشمري
أنا وأنتِ وكل من يقرأ هذه المقالة وكل من يحمل هوية هذا الوطن هو بلا شك سفير لوطنه.
عملك يعيش أكثر من اسمك وهويتك تكتسب شهرة أكثر من عملك، فانتبه لما تفعل. كل منا مسؤول عن تصرفاته، وكل منا يمثل بلده، هذا البلد الذي أنت فخور به يستحق هو أيضاً أن يفخر بك، والفخر هو ليس فقط قصيدة شعرية تُقال في حضرة المناصب لتحوز على أكبر عدد من التصفيق، وإنما هو عمل تنجزه يدفعك له حب هذا البلد، اختراع يسجل باسمك ترفع به بلدك، صورة مشرفة تظهر بها فينعكس ذلك على الوطن الذي تنتمي له، خُلق تتحلى به فيحسب لك أنك ابن لهذا البلد.
عزيزي سفير الوطن: عندما تسافر، أنت لست فلانًا وإنما أنت سعودي يمثل وطنه، وكل فعل محسوب عليك ويعكس صورة بلدك للعالم، وعندما تنشر مقطع فيديو مسيئٍا تتباهى به فتأكد أن الناس ستشير للعمل بأنه صدر من سعودي الجنسية، وعندما تقدم عملاً مشرفاً ربما سينسى الناس اسمك ولكنهم سيتذكرون ذلك السعودي الذي خدم، الذي أنقذ أشخاصاً، الذي تبرع بمبلغ، الذي ساعد، الذي اكتشف، تغيب الأسماء في المواقف ويبقى الانتماء فكن خير من يمثل هذا البلد.
يستحق منك الوطن أن تشرفه بالمحافل بالأماكن العامة وبالخارج أيضاً، كن سفيراً دبلوماسياً بشخصيتك وأخلاقك وتصرفاتك حتى وإن لم تكن تحمل جوازاً دبلوماسياً يكفي أنه سعودي. هذا البلد الذي يتصدى لكثير من الأعداء والهجمات الشرسة والحروب الإعلامية والإساءة من الحاقدين كن عوناً له لا عليه، لا تكن الثغرة التي تسمح بتسرب المياه داخل السفينة، لأنه هو ليس وطنك فحسب وإنما تاريخك، عائلتك، ذاكرتك التي تدافع عنها بالفطرة لا بالتعلم فكيف تكون أنت ضد الفطرة.
تكاد تكون الأمثلة كثيرة لسفراء الوطن ولا يسعني لذكرها في هذه الأسطر القليلة: (صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي مسلم وصل إلى الفضاء عام 1985، وجراح القلب العالمي محمد الفقيه، والدكتورة سلوى الهزاع، وحتى في كرة القدم سفيرنا اللاعب ماجد عبدالله) والقائمة تطول وبإمكانها الامتداد أكثر بكم.
سفراء الوطن.. يا مفخرة هذا البلد دعونا نتكاتف في تمثيل مملكتنا، (المملكة العربية السعودية) يا له من اسم يستحق الفخر، جوازك الذي تحمله احميه مثلما تحتمي به.
نحن مسؤولون عن محو ما أفسده البعض، وجزء من مهمتنا تنظيف الصورة التي شوهها البعض والتي تحسب علينا كسعوديين، وطن نحبه يستحق من خلالنا أن يكون وطن النخبة.